مجزرة الرحامنة… فاقد للأهلية يصفي عائلته

برر جريمته قائلا "بغيت نغسلهم من الذنوب والوسخ" اهتز دوار الهلالت بالجماعة القروية صخور الرحامنة، بتاريخ 16 دجنبر 2014، على وقع جريمة بشعة، عندما أجهز مختل عقليا على أمه وشقيقيه وزوجة أخيه الحامل وطفلها. وتعود تفاصيل الجريمة، عندما تغير سلوك الابن، بسبب اضطرابات نفسية مزمنة، زار بسببها متخصصين بابن جرير، كما عملت الأم على نقله إلى بعض الأضرحة بالإقليم، لعلاج مرضه اعتقادا منها أن زيارة تلك الفضاءات الروحانية كفيلة بإعادة الهدوء للشاب البالغ من العمر أربع وعشرين سنة، والذي كان يلح على أخذ نصيبه من الإرث بعد وفاة والده، للزواج من فتاة بالدوار، الأمر الذي رفضته الأسرة على اعتبار أنه ما زال طائشا ومدمنا على المخدرات و( الماحيا ). وتملك أسرة المتهم، ضيعة فلاحية تصل مساحتها إلى حوالي ثمانين هكتارا، بالإضافة إلى رؤوس الماشية، التي يتكلف برعيها خارج الدوار، إذ يظل خارج البيت ولا يعود إلا في المساء، الأمر الذي جعله يفكر في الانتقام من أفراد العائلة، إذ سبق أن وضع مادة سامة في الماء.و من خلال إعادة تمثيل الجريمة، كشف المتهم تفاصيل قتله أفراد عائلته، إذ بعد أن تناول كميات من الأقراص المهلوسة و"الماحيا"، استغل نوم أمه رفقة شقيقه الأصغر، البالغ من العمر حوالي اثنى عشرة سنة، ليوجه لها طعنات متتالية في الصدر والبطن، لم تجد بدا من الهرب وهي تستنجد بفلذة كبدها الذي كان في حالة هيجان، فتعقبها قبل أن يصادف شقيقه الأكبر الذي استيقظ مذعورا بعد سماع صراخ أمه، ليوجه له طعنتين في الصدر والبطن، ورغم ذلك استطاع الضحيتان اللذان كانا يصارعان الموت، الإمساك بالجاني، لثنيه عن التوجه إلى زوجة أخيه وابنها ذي خمس سنوات . حاولت الأم الفرار من النافذة بعد أن سقط ابنها أرضا، لكن الجاني لحقها وخنقها بيديه إلى أن فارقت الحياة، في اللحظة نفسها، التي لفظ شقيقه أنفاسه الأخيرة، أمام أنظار زوجته التي صدمت من هول المنظر، قبل أن يفاجئها الجاني بطعنة في البطن، لتسقط جثة هامدة.قصد المتهم شقيقه الثاني، الذي كان يحمل ابن أخيه المقتول، وهو يرتجف من هول المذبحة، ليقرر الجاني عدم طعنهما بالسكين، حيث حمل شقيقه باتجاه المطبخ، ونصب له مشنقة ليفارق الحياة مختنقا، وهي العملية نفسها التي قام بها لقتل نجل أخيه الذي حمله بين ذراعيه، قبل وضعه مكان جثة أخيه.بعد الانتهاء من مذبحته شرع الجاني في نقل الجثث إلى غرفة أخيه، ونزع ملابسهم الملطخة بالدماء، قبل أن يقوم بغسلها بمسحوق الغسيل وماء "جافيل"، كما غسل الجثث ووضع فوقها أغطية تقيهم من البرد - على حد تعبيره - وأغلق الغرفة، حيث ظل وحيدا في البيت مع الجثث الممدودة .في الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي توجه نحو ضيعة في ملكية أحد الأشخاص يقيم خارج إقليم الرحامنة، يتكلف شقيقه الثالث بحراستها، الذي زار منزل الأسرة دون أن ينتبه للجريمة التي طمس معالمها الجاني، إذ ظن أن الأسرة في زيارة أحد الأقارب، خصوصا أن غرفة شقيقه مغلقة، ليعود إلى عمله بالضيعة المذكورة، قبل أن يفاجأ بالجاني يطرق عليه باب المنزل الذي يقطنه بالضيعة المذكورة، وبمجرد خروجه في جنح الظلام وجه له طعنة غادرة في البطن، لكن الضحية تمكن من إغلاق الباب ومنعه من الدخول، قبل أن يسمع صوت دراجته النارية قد ابتعدت عن المكان، ليتوجه نحو أحد الجيران ويطلب منه الاتصال بعمه قصد نقله، إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل لتلقي الإسعافات الضرورية، و هو لا يعلم أن شقيقه أجهز على أفراد العائلة.بعد عودة العم من مراكش، اتصل بالجاني، متقمصا صفة دركي، وسأله عن مكان وجوده، ليخبره ببرودة دم أنه بأحد المقاهي بمركز صخور الرحامنة، وأنه على استعداد للحضور إلى مخفر الدرك لتسليم نفسه بخصوص الجريمة التي ارتكبها، ليربط العم الاتصال برجال الدرك الملكي الذين تلقوا خبرا عتدائه على شقيقه، دون أن يعلموا أنه أجهز على جميع أفراد عائلته. وعوض التوجه نحو مركز الدرك، ذهب الجاني إلى منزل الأسرة، وفي الوقت الذي هم بفتح الباب، باغته رجال الدرك، لكنه أبدى مقاومة، شاهرا السكين الذي طعن به أفراد عائلته، في هذه الأثناء تقدم العم نحو المنزل الذي بدأت تفوح منه رائحة الجثث، ليقوم بمداهمة غرفة الضحية ويفاجأ بهول الفاجعة.محمد السريدي (مراكش)

مجزرة الرحامنة… فاقد للأهلية يصفي عائلته

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مختلون يستنفرون سلطات آسفي

"إصلاح"الإصلاحات يعطل مستعجلات ابن رشد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات