لا “يـأس” قبـل الخمسيـن

المختصة متوكل قالت إن نوبات الحرارة وهشاشة العظام تصيب المرأة بعد انقطاع الطمث أوضحت نادية مزيان متوكل، مختصة في أمراض النساء والتوليد، أن سن انقطاع الطمث، المتداول عند العموم ببلوغ المرأة سن اليأس، يهم النساء البالغات أساسا الخمسين سنة، ممن عرفن انقطاع العادة الشهرية لمدة تفوق سنة. وفيما عددت في حوار مع «الصباح»، مختلف الأعراض التي تمر منها المرأة قبل انقطاع الطمث، وبعده والمشاكل الصحية، نبهت إلى أن المرأة لا تمر بالضرورة بجميع الأعراض. في ما يلي تفاصيل الحوار: < كيف يمكن تعريف مرحلة سن اليأس عند المرأة؟< أعتقد أنه يستحسن عوض أن نطلق على هذه المرحلة اسم سن اليأس، نسميها سن انقطاع الطمث، لأن اليأس مرتبط في الواقع بمسألة إمكانية الإنجاب، فيما المرأة بعد بلوغها تلك المرحلة، فما زال بإمكانها أن تباشر حياتها بشكل طبيعي، مادام أمد الحياة ارتفع عند النساء إلى حوالي 78 سنة، و75 سنة بالنسبة إلى الرجال. وبالتالي تلك الفكرة القائلة إن المرأة بعد بلوغها سن الخمسين صارت عجوزا، خاطئة، بل إن النساء يعشن ربع قرن بعد بلوغهن هذا السن.أما بخصوص التعريف الإكلينيكي لسن انقطاع الطمث، فهو الانقطاع النهائي للعادة الشهرية لمدة تزيد عن سنة بعد بلوغ المرأة سن الخمسين. < ما هي أسباب انقطاع الطمث؟يحدث انقطاع الطمث، جراء عوامل فيزيولوجية يمكن تفسيرها كالتالي: كل فتاة تولد بعدد محدد من البويضات التي ينتجها المبيضان، عدد هاته البويضات يشرع في الانخفاض تدريجيا بتوالي السنوات، إلى أن نصل إلى مرحلة يتناقص فيها عدد هذه البويضات بحدة. يحدث ذلك في المرة الأولى عند بلوغ المرأة 36 سنة، ليسجل انخفاض حاد ثان في عمر الأربعين، لتكون النتيجة اختفاء البويضات ببلوغ المرأة سن الخمسين، فنصل إلى مرحلة انقطاع الطمث.أشير إلى أن انقطاع العادة الشهرية راجع بالأساس إلى نقص هرمونات الأستروجين التي ينتجها المبيضان، وانتهاء عدد البويضات، بسبب موت الخلايا المبرمج. < ماذا عن الأعراض التي تعانيها المرأة ببلوغها مرحلة انقطاع الطمث؟< تظهر الأعراض في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وتهم أساسا علامتين اثنتين. يتعلق الأمر أولا بعلامات اضطرابات العادة الشهرية، أي يمكن أن تطول مدة الدورة أو تقصر، ثم نوبات الحرارة المفرطة، المرتبطة أساسا بوظيفة المبيض. حينها يمكن القول إن المرأة دخلت مرحلة ما قبل سن انقطاع الطمث.وقد تكون اضطرابات العادة الشهرية مصاحبة بنزيف، يحتاج إلى معاينة طبية، تمكن الطبيب من معرفة ما إن كان الأمر ناتجا عن اضطرابات في العادة الشهرية فقط، أو بسبب مشاكل عضوية، إما أكياس المبيض، أو أحيانا سرطانات في الرحم. < ما هي أبرز المشاكل الصحية التي قد تصيب المرأة بعد بلوغها مرحلة انقطاع الطمث؟< هناك عدة مشاكل صحية تعانيها المرأة ببلوغ سن انقطاع الطمث. نتحدث في هذه المرحلة عن استمرار نوبات الحرارة المرتفعة، فضلا عن احتمال الإصابة بهشاشة العظام وآلام في المفاصل، وجفاف الرحم، والمشاكل المرتبطة بالشعور بالتعب، واضطرابات في النوم، وانخفاض الرغبة الجنسية.أريد الإشارة في هذا السياق إلى أنه ليس بالضروري أن تعاني المرأة كافة هذه الاضطرابات، قد تكون لها القابلية فقط للإصابة بإحداها. ويجدر التنبيه أيضا إلى وجود مرحلة انقطاع الطمث الصامتة، وهنا يتعين على الطبيب البحث عن المشاكل الصحية الصامتة، أي التي قد لا تظهر إلا بعد أن تصل حالة المرض إلى مرحلة متقدمة، مثل ما قد يحدث في حالة الإصابة بهشاشة العظام التي يمكن ألا تشعر بها المرأة إلا في المرحلة النهائية للمرض، أي أن حركة بسيطة قد تؤدي إلى الإصابة بكسر، ويكون العلاج بالتالي صعبا، سيما إذا كان الكسر في الظهر أو في الفخذ. العلاج نوعان < بعض النساء يلجأن إلى العلاج بالهرمونات. هل هذا النوع من العلاج فعال وبإمكانه التقليل من الأعراض والمشاكل الصحية في هذه المرحلة الحساسة؟< العلاج بالهرمونات لا يمكن تطبيقه على جميع النساء. وعموما هناك نوعان من العلاجات، هرمونية وغير هرمونية، اختيار أحدهما يتم استنادا إلى كل حالة. فمثلا عندما نكون أمام امرأة تعاني انقطاع الطمث الصامت، فهي لا تخضع بالضرورة إلى العلاج الهرموني، أو إذا كانت المرأة في هذه المرحلة تعاني مشاكل صحية، في هذه الحالة الأدوية العضوية تعطي نتائج أفضل ومضمونة أكثر.العلاج بالهرمونات له عدة موانع، علما أن هذا النوع من العلاجات كان موضوع جدل واسع رافق إقراره أساسا في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحدثت عدة دراسات عن مضاعفاته واحتمال تسببه بالإصابة بسرطان الثدي، علما أن الأدوية الرائجة بالولايات المتحدة الأمريكية ليست هي نفسها المعتمدة في المغرب الذي يستعمل بالأساس أدوية مصنعة في فرنسا التي تختلف تماما عن الأدوية الأمريكية. أريد القول إن العلاج بالهرمونات ممكن، شريطة أن يتم بطريقة مقننة، وبعد خضوع المريضة لفحوصات وتحاليل دقيقة، خصوصا فحص الثدي بغرض التأكد من أنها لا تعاني السرطان، لتحديد نوع الدواء، والجرعة الأدنى الفعالة.وشخصيا ألجأ إلى وصف العلاج بالهرمونات في حالات المعاناة الشديدة للمرأة، مثل توالي الإصابة بنوبات الحرارة يوميا أو أكثر من مرة في اليوم، أو الإصابة بالاكتئاب، ولم ينفع علاج الطبيب النفساني، أيضا في حالة الإصابة بجفاف حاد في المهبل. أجرت الحوار: هجر المغلي

لا “يـأس” قبـل الخمسيـن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اتحاد أزيلال يوسع الفارق في القسم الثاني

الاتحاد القاسمي يحكم قبضته على الهواة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات