“بسيج”… جهاز أمن داخلي بأدوار خارجية

في آخر خروج إعلامي له كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن عدد الخلايا الإرهابية التي تم تفكيكها منذ إحداث المكتب بلغ 24 خلية كانت تخطط لضرب استقرار المغرب. عبد الحق الخيام الذي كان يتحدث لقناة بلجيكية كشف عن وجود 400 رجل أمن يشتغلون في المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا، مهمتهم تنفيذ سياسة أمنية استباقية. ونصح مدير المكتب المركزي السلطات البلجيكية بمراقبة تناسل المساجد في مآرب المساكن، كما عبر عن القلق من الوضع في ليبيا بسبب موقعها الجغرافي القريب من المغرب. جهاز داخلي بمهام خارجية تصريحات الخيام، تكشف طبيعة العمل الذي يقوم به الجهاز في مكافحة الإرهاب والحد من خطورته على أمن البلاد، خاصة بعد تناسل التهديدات المباشرة للمغرب من قبل منتسبين إلى التنظيم الإرهابي «داعش»، تكشف نواياهم الإجرامية وخططهم لزعزعة استقراره. الحديث عن بلجيكا في الخروج الإعلامي لمدير مكتب «بسيج» يبين أن عمل الجهاز لا يقتصر على الداخل، بل يشتغل وفق شبكة علاقات أمنية مع دول أجنبية لاستباق وقوع اعتداءات على المغرب يتم التخطيط لها من الخارج، ومن هنا تأتي الدعوة إلى مراقبة المساجد غير القانونية في بلدان أوربا، وتحديدا فرنسا وبلجيكا وإسبانيا، كما تكشف هذه الدعوة معطيات مفادها أن أعين الأجهزة الأـمنية المغربية على بعض هذه النقاط التي يستغلها متطرفون من أصول مغربية للترويج والتخطيط للإرهاب.مغاربيا بات الوضع في ليبيا يقلق السلطات الأمنية المغربية، خاصة بعد أن حول تنظيم الدولة الإسلامية الوجهة إلى هذه المنطقة الجغرافية من المغرب العربي، مستغلا فشل الدولة وضعف الأجهزة الأمنية وخلافات السياسة. وجود تنظيمات إرهابية في المنطقة يمكن أن يشكل خطرا داهما، بالنظر إلى الترابط القائم بين هذه الشبكات والعناصر الإرهابية التي يجري اعتقالها على خلفية تفكيك الخلايا الإرهابية بالمغرب، ذلك أن مجمل التحقيقات التي تباشرها الأجهزة الأمنية تحت إشراف النيابة العامة، تفيد وجود اتصالات مسبقة وأهداف محددة وخطط لاستهداف مواقع ومؤسسات داخل الدولة. تدبير المخاطر المغاربية وبخلاف التنسيق الأمني بين المغرب وبلدان أوربية، فإن ضعف التعاون مع بلدان في المحيط المغاربي، يجعل مهمة المكتب المركزي للأبحاث القضائية معقدة، في منطقة تخيم فيها الخلافات السياسية على التنسيق الأمني، رغم الأخطار التي باتت تهدد المنطقة المغاربية برمتها. ضعف التعاون في تبادل المعلومات الاستخباراتية بين دول المنطقة يخدم الأجندة الإرهابية، ويوسع من دائرة تحركاتهم ونفوذهم في المناطق الحدودية الشاسعة بين بلدان المغرب العربي، وهي الحقيقة التي كشفتها تقارير دولية أكدت أن التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، غير البعيدة جغرافيا عن المغرب، غيرت إستراتيجيتها من التنفيذ إلى تكوين قاعدة للتدريب وإرسال المجندين إلى بؤر التوتر.بين ليبيا وبروكسل يبرز الدور المتنامي للمكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع لجهاز «ديستي»، في مكافحة الإرهاب وتوجيه ضربات استباقية إلى التنظيمات المتطرفة سواء في الداخل، من خلال عمليات المداهمة الأمنية واعتقال المشتبه فيهم، أو في الخارج عن طريق تقديم معلومات أمنية ورصد أنشطة المتطرفين وتنقلاتهم، كما وقع بعد حادث الاعتداء الإرهابي على باريس، وقبله مع الأجهزة الأمنية في إسبانيا وبلجيكا، حيت اعترفت هذه البلدان بالدور الذي لعبته السلطات الأمنية المغربية في تحديد مواقع أنشطة متطرفة فوق التراب الأوربي.إن الرهان على تحويل «بسيج» إلى جهاز أمن داخلي بأدوار خارجية يضع المغرب في الصف الأول للحرب على الإرهاب، ويجعله منه رقما صعبا في معادلة محاربة التنظيمات الإرهابية وامتداداتها الخارجية، غير أن موقع الريادة يضع المغرب، أيضا، على قائمة البلدان المستهدفة من قبل الجماعات الإرهابية، ما يتطلب الإبقاء على الحيطة والحذر.إحسان الحافظي

“بسيج”… جهاز أمن داخلي بأدوار خارجية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عدد المدانين في قضايا الإرهاب في ارتفاع

"داعش" تعلن حربا مفتوحة على المغرب

مقالات ذات صلة