تدخلات “بسيج” تكشف تغطية “داعش” لكل جهات المغرب

كشفت خريطة عمليات التفكيك الـ24 التي نفذها المكتب المركزي للأبحاث القضائية منذ تأسيسه في مارس 2015، معطى لافتا للانتباه: أعضاء الخلايا النائمة لـ"داعش" وذئابها المنفردة، منتشرون في كل الجهات، وفي اختيارهم لأهدافهم والميادين التي ينشطون فيها، لا يوجد تمييز بين بلدة صغيرة، لا بعد إستراتيجي لها، أو مدينة كبيرة ذات رمزية كبرى.وبالنسبة إلى عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، لا يعني تمدد الخلايا الداعشية بالمغرب من المدن إلى البوادي والمراكز الكبرى نحو الصغرى، إلا تجسيدا لأوامر صدرت عن "البغدادي"، زعيم التنظيم، أسماها "التنفيذ الإرهابي اللامركزي".وكشف اسليمي، أن ذلك التوجه، يذكر بآخر مماثل، سار عليه تنظيم القاعدة بأفغانستان، حينما بدأ يفقد مناطق نفوذه هناك، فأصدر أسامة بن لادن، أوامر لأتباعه، بالانتقال إلى مرحلة "التحرك حسب الوضعيات الموجودة في الميدان".وفيما يؤشر توسع الخلايا الداعشية بالمغرب، من المدن نحو البوادي والبلدات الصغيرة، حسب رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، على أن التواصل قائم وقوي بين مقاتلي "داعش" بسوريا والعراق المتحدرين من تلك البلدات الصغيرة بالمغرب، ويستقطبون أبناءها عن بعد وينظمونهم في خلايا محلية، فإنه يأتي تزامنا مع انطلاق موجات عودة كثير من المقاتلين إلى بلدانهم الأصلية، وأساسا المغرب وأوربا.والخطير في تلك العودة، التي تحدث عبر التسلل مع أفواج اللاجئين إلى أوربا، أو من خلال رحلات جوية تربط تركيا ببلدان إفريقية، حسب رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، أنه إذا كان الكثيرون منهم معروفين، فإن الخطير، عدم وجود معلومات عن طبيعة تكوينهم هناك، وصفاتهم ودرجاتهم التراتبية في التنظيم.ورصد عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، مسألة بالغة الخطورة، في الخلايا التي يعلن عن تفكيكها بشريط "البيوت الآمنة" بالمغرب، وتتجسد في أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية يحجز لديها الرايات السوداء لتنظيم "داعش"، وهي الراية التي لا تتسلمها إلا الخلايا التي وصلت إلى مراحل متقدمة من الإعداد للهجوم ولا تنتظر سوى أمر أو فرصة تنفيذ الهجوم.كما أن الخلايا المفككة في الفترة الأخيرة أيضا، تكشف طبيعة الأسلحة المحجوزة لديها، عن أمر أساسي، حسب الخبير ذاته، وهو أنها كانت تستعد لتنفيذ "هجوم الشوارع"، كذلك الذي شهدته باريس في 13 نونبر الماضي، كما تكشف عن قضية خطيرة هي أن الأسلحة مصدرها أوربا، ما يعني أن خلايا "داعش" الأوربية، صارت هي الآمرة في الخلايا الموجودة بالمغرب، كما أنه، وباستحضار نبأ حجز حاويات مليئة بالأسلحة كانت متوجهة إلى تونس وليبيا قبل أسابيع بميناء أوربي، يبرز سؤال عن كيف تم إدخال تلك الأسلحة إلى المغرب.ا . خ

تدخلات “بسيج” تكشف تغطية “داعش” لكل جهات المغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الخيام: مراقبة السجون والمساجد لنجاح مكافحة الإرهابيين

المغرب وإسبانيا وجهة الحرب المقبلة للإرهاب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات