“20 فبراير”… واش باقا تشعل؟

تخلد اليوم ذكراها الخامسة على وقع احتجاجات على قرارات حكومية لا شعبية تحاول تنسيقية “20 فبراير” استعادة ما تبقى من أنفاسها، لتسجيل الحضور، ولو رمزيا من خلال تخليد الذكرى الخامسة لانطلاق الحركة، الذي تزامن مع حراك الربيع العربي، مستغلة الحركات الاجتماعية المتنامية، للاحتجاج على القرارات الحكومية المختلفة. ولعل هذا الاختيار هو ما يبرر دعوة تنسيقية «20 فبراير» بالرباط، إلى التجاوب مع نداء المسيرة الذي دعت إلى تنظيمها حركة المعطلين، بشراكة مع شبكة التضامن من أجل الحريات والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي قررت تنظيم ندوة لتدارس سبل مواجهة ما أسمته المخطط التخريبي لنظام التقاعد. وإذا كان المغرب قد شكل الاستثناء في المنطقة العربية، من خلال التجاوب السريع للمؤسسة الملكية مع العديد من مطالب التغيير التي رفعها شباب الحركة، والتي توجت بتعديل الدستور، وإجراء انتخابات تشريعية حملت حزب العدالة والتنمية إلى رئاسة الحكومة، بعد احتلاله الرتبة الأولى، فإن الحركة لم تنجح في التكيف مع التطورات المتلاحقة التي شهدتها الساحة السياسية، وسقطت في التوظيف السياسي الذي مارسته بعض القوى الإسلامية مثل العدل والإحسان وتيارات اليسار الجذري، التي وجدت في شباب الحركة، القوة الجماهيرية لإيصال صوتها، وشعاراتها الإصلاحية المطالبة بالملكية البرلمانية والدستور الديمقراطي، ومحاربة الفساد، وإقرار الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لمختلف الفئات الفقيرة. وشكل الطابع السلمي للحركة، وتأطيرها من مكونات سياسية ونقابية وهيآت مدنية، صمام أمانها، في بلورة مطالبها بشكل واضح، وقيادة المسيرات الشعبية، في إطار من التنظيم، سهل مهمة الأجهزة الأمنية، التي تعاطت بكثير من الحزم والمسؤولية والحكمة، مع حجم المسيرات التي كانت تعرفها مختلف المدن، وجنب المغرب حالة الانفلات التي ضربت بلدانا أخرى، لم تحسن التعامل مع حراك الشارع. وشكل انسحاب حركة العدل والإحسان من الحركة، وتراجع عدد من الأحزاب عن دعمها، بعد الانخراط في نقاشات تعديل الدستور، وإطلاق عدد من الأوراش الإصلاحية في الواجهتين الاجتماعية والاقتصادية، بهدف التجاوب مع مطالب فئات شعبية واسعة التحقت بمسيرات الحركة، ضربة قوية للوهج الشعبي الذي ميز مسيرات الحركة في السنة الأولى للربيع العربي. وبرأي المتتبعين، فقد كان للتعبئة الواسعة لإخوان عبد السلام ياسين، دور كبير في توهج الحركة، إلى جانب دعم باقي مكونات اليسار الجذري، قبل أن تخفت مع مرور الوقت، دون أن تختفي الأسباب التي ساهمت في بزوغ الحركة، على الأقل داخليا.«واش باقا تشعل ولا سالات في المغرب؟»، هو السؤال الذي تحاول «الصباح» الإجابة عنه، لمناسبة الذكرى الخامسة لميلاد حركة «20 فبراير». برحو بوزياني

“20 فبراير”… واش باقا تشعل؟

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إصلاحات ما بعد الربيع... صعوبات التطبيق

الخيام: مراقبة السجون والمساجد لنجاح مكافحة الإرهابيين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات