تبخر حلم “الحزب السلفي”

خلافات حادة بين الشيوخ المفرج عنهم وأبو حفص يقول إن الكتاني مازال الأكثر تشددا صار مشروع الحزب السلفي، الذي أبدى عدد من شيوخ السلفية المفرج عنهم بعفو ملكي في السنوات الأخيرة رغبتهم في تأسيسه، في حكم الأحلام المتبخرة، وفق ما تفيد تصريحات أدلى بها الشيوخ لمجلة فرنسية، وفيها انكشف أن حجم الهوة بينهم متسع، وليسوا على قلب رجل واحد، ولا يتقاسمون المولقف ذاتها من جدوى العمل السياسي.ولم يتردد عبد الوهاب رفيقي (الشيخ أبو حفص)، الذي انخرط في حزب النهضة والفضيلة وفيه يتولى مهمة الأمين العام المساعد، في الكشف أنه على عكس ما هو رائج لا وجود للمغرب لحركة سلفية موحدة، فعلى الرغم من أن السلفيين حيروا الأجهزة الأمنية بقدرتهم على التنسيق وتنظيم إضرابات وطنية وموحدة عن الطعام إبان وجودهم في سجون متفرقة، إلا أن ذلك كان مجرد "تضامن ظرفي وتنسيق آن وليس دليلا على الوحدة.وفي هذا الصدد أقر أبو حفص للمجلة الفرنسية "جون أفريك"، قائلا: " كنا في السجن، نعيش أوضاعا صعبة، وكان همنا الأساسي تحسين ظروف اعتقالنا، ومعالجة اللاعدالة التي كنا ضحاياها، ولم نكن يوما موحدين في الرؤى والمواقف من عدد من القضايا، سواء قبل اعتقالنا أو بعده".وفيما اعترف المتحدث ذاته، للمجلة التي خلصت إلى أن شيوخ السلفية تفرقت بهم السبل والشيء الوحيد الذي يجمعهم اليوم هو التنديد بالإرهاب والجهاد المسلح، أن فشل جمعية البصيرة التي أسسها بعد خروجه من السجن مع الشيخ حسن الكتاني، وراءه اختلافهما في الرؤى ووجهات النظر، أكدت المجلة ذاتها، أن الكتاني يعد الآن أكثر السلفيين المستفيدين من العفو، تشددا وراديكالية.ذلك أن الشيخ المذكور، ورغم أن شقيقه حمزة، يعد من مؤسسي حزب النهضة والفضيلة المنشق عن العدالة والتنمية والذي التحق به أبو حفص، لم يجد بعد أي شرعية للعمل السياسي ولا يؤمن بأي جدوى للسياسة في المغرب، ومازال ممنوعا من إلقاء خطب في المساجد، فلم يعد أمامه غير شبكات التواصل الاجتماعي، التي يبث منها مواقف وخطبا تبدو متشددة، لكنها لا تصل إلى مستوى التحريض على الإرهاب.واستعانت المجلة الفرنسية بمحللين ومتخصصين، بينهم عبد العالي الرامي، الباحث في المركز المغربي للدراسات الاجتماعية، لتخلص أن حلم حزب سلفي بالمغرب على شكل "حزب النور" في مصر، اصطدم في الواقع باكتشاف أبرز رموز السلفية، أن أطرافا رسمية بقدر ما ترغب في وجود تنظيم مقابل لحزب العدالة والتنمية في الاستناد إلى المرجعية الإسلامية، بقدر ما تتخوف أن تتحول تلك القوة السياسية السلفية الجديدة، إلى خطر في المستقبل.وأوردت المجلة الفرنسية، مآلات رموز السلفية بالمغرب، فكشفت أنه في الوقت الذي انخرط أبو حفص في النهضة والفضيلة ويشتغل الآن لدى مجموعة إعلامية قريبة من حزب الأصالة والمعاصرة (مجموعة "آخر ساعة" لمالكها إلياس العماري)، صار محمد الفيزازي لا يؤمن إلا بالعمل الجمعوي، رغم تلقيه عروضا مغرية من أحزاب بعد حدث إمامته صلاة الجمعة بحضور الملك محمد السادس.وفيما يعكف عبد الكريم الشادلي على تأسيس تيار سلفي للإصلاح السياسي مفتوحة في وجه قدماء المعتقلين الإسلاميين وداخل حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، لمؤسسه محمود عرشان، من أشهر عمداء الأمن إبان سنوات الرصاص، فضل عمر الحدوشي، التواري، وآخر خروج له كان قبل أشهر، حينما أدلى بتصريحات كشف فيها أنه رفض عرضا لـ"داعش" ليصير مفتيا لها بالمغرب، ما جعل التنظيم يكفره، وكانت تلك طريقة الحدوشي لأخذ مسافة من خلايا التجنيد لـ"داعش" التي تنشط بالمغرب.وبينما أكدت الخرجة الجديدة لرموز السلفية في صفحات المجلة الفرنسية، أن الدولة في معركتها معهم، استثمرت عامل الوقت لدفعهم إلى مراجعة أفكارهم، كشفت أن الذين يستفيدون من العفو، يتم انتقاؤهم بدقة وبعد التأكد من إجرائهم لمراجعات عميقة، وذلك منذ أن تبين أن بعض المفرج عنهم في التجربة الأولى للمصالحة التحقوا بجبهات القتال في سوريا والعراق.امحمد خيي

تبخر حلم “الحزب السلفي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جامعة الكراطي تحقق انتصارات دولية

الخيال يتمسك بمتابعة مسؤولي "الكاك"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات