يستيقظ في الصباح الباكر، وقبل أن يغادر المنزل بحي الحميديين بمكناس، يضطر إلى تحضير، وجبة الإفطار، لشقيقيه. قد يبدو الأمر عاديا، لكن إذا علما أن أخويه، أكبر منه سنا وأنهما معاقان ذهنيا، ولن يتذوقا الطعام، إلا إذا أعده لهما، ولن يغيرا ملابسهما، إلا بمؤازرته، والأكثر من ذلك، لن يقويا على قضاء أبسط احتياجاتهما، دون مساعدته، ففي هذه الحالة يختلف الوضع.بدر بنمسعود، شاب لا يتجاوز عمره 22 سنة، وجد نفسه مضطرا إلى إعانة أخويه المعاقين ذهنيا وتحمل مصاريفهما، رغم أنه عاطل عن العمل. في منزل صغير بأحد الأحياء الشعبية بمكناس، يعيش تفاصيل حياة «صعبة» على حد تعبيره، لا يقوى على تغييرها، دون مساعدة المحسنين وذوي القلوب الرحيمة، سيما أنه غادر مقاعد الدراسة، مجبرا من أجل رعاية شقيقيه، بعد وفاة والديه، ففي ذلك الوقت انقلبت حياته رأسا على عقب «حزن فراق والدي كان كبيرا، إذ أن وفاتهما كانت متقاربة، لكن مشاعر أخر ى انتابتني في تلك اللحظة، عندما تأكدت أن رعاية أخوي أمر لا مفر منه، ومهما كانت الظروف ووضعيتي المادية»، على حد تعبيره.كان يتطلع إلى بناء مستقبله خطوة بخطوة، لكنه اصطدم بواقع، لا يريد أن يصفه بـ»المرير» ، لكنه «صعب» على حد تعبيره، مشيرا إلى أنه يظل قرب منزلهم لتقديم العون لأخويه «في أي لحظة يحتاجان مساعدتي، فمن الصعب أن أتركهما عرضة للشارع ، لكن الزمان قهرني»، يقول بدر قبل أن يضيف أنه متشبث برعايتهما، إلا أنه يحتاج إلى المساعدة، من أجل الاستمرار في ذلك.وأشار المتحدث ذاته إلى أنه طرق مجموعة من الأبواب وراسل جهات أخرى من أجل الأخذ بيده وومساعدته على إعانة أخويه، لكن دون نتيجة، وإلى اليوم مازال ينتظر العون، سيما أنه شاب في مقتبل العمر، ومصاريف رعاية شقيقيه المعاقين ذهنيا، أثقلت كاهله «حتى فرصة العمل لم أحصل عليها، فكيف لي أن أقوى على تحمل ما أعيشه دون مساعدة؟ أحتاج إلى الدعم « لتجاوز ما أتخبط فيه»، على حد تعبيره.إ . ر