60 ألف مريض يعانون في صمت

״كنتقطع بالحريق״ عنوان تقرير أعدته ״هيومن رايتس واتش״ لإثارة الانتباه إلى ال مأساة "المورفين" لم يسبق أن استعملته خالتي، وظلت تتألم إلى أن توفيت، إذ لم ينفع معها علاج، وها هي خالتي الثانية تواجه المصير نفسه، لم نسمع يوما بالعلاج التلطيفي"، يقول جميل الذي حمل طلب مساعدة لفائدة خالته المريضة، والتي تحتاج إلى مبالغ تصل إلى 75 ألف درهم لإجراء عملية جراحية، لأنها مصابة بنوع نادر من السرطان.لا يتألم مريض السرطان وحده، وهو يواجه مصيره، بل ترتفع أكف أفراد العائلة وهي تعيش هذه اللحظات ألما نفسيا أكبر، نتيجة عجزهم عن المساعدة فيتوسلون إلى الله تعالى أن يعجل باسترجاع أمانته، "في مرحلة معينة كنا نطلب الله أن يعجل بموت زوجتي ليخلصها من العذاب الذي كانت تعيشه يوميا، لم تكن تنام ليل نهار، والأطباء قالوا إنه لا أمل من أي علاج، وأنه أمامها أيام، وكانت أحيانا تتكبد مشقة النهوض ألما، لتضرب رأسها بالجدار". يقول زوج فقد زوجته قبل سنوات، بعد أن تفشى في جسمها مرض السرطان.بالنسبة إلى صيدلي مهني، فإن الدواء غير متوفر بشكل كبير في الصيدليات، إلا في القريبة منها من مراكز علاج السرطان، "هناك صيدلية قريبة من الجناح 40 بمستشفى ابن رشد بالبيضاء، وهو دواء يروج بحسب نوعه بما بين 300 و400 درهم، غير أن الصيدلي لا يوفره في الصيدلية إلا تحت الطلب وبوصفة طبيب". وأقر تقرير هيومن رايتش ووتش أن الحكومة المغربية اتخذت مجموعة من الخطوات الهامة لتحسين الرعاية الطبية في مراحل نهاية الحياة، إلا أن المغرب لا يتوفر إلا على مركزين للعلاجات التلطيفية لمرضى السرطان فقط، في حين أن العلاج يعني عدة أمراض مزمنة. وحسب التقرير ذاته فإنه يمكن تفادي هذه الآلام غير الضرورية عبر إزالة القيود على توزيع أدوية أساسية مثل "المورفين"، كما يمكن تكوين الأطباء في العلاج التلطيفي، بل توقع التقرير أن يكون المغرب رائدا في هذا النوع من العلاجات على مستوى إفريقيا، لتوفره على المؤهلات الضرورية لذلك. من خلال إصلاح الأطر التعليمية والإدارية في قطاع الصحة، يمكن للمغرب أن يكون رائدا في العلاج التلطيفي في إفريقيا الفرنكوفونية.قال ديدريك لوهمان، مدير مساعد في قسم الصحة في هيومن رايتس ووتش: «هناك حاجة ماسة لأن توسع الحكومة المغربية خدمات الرعاية التلطيفية. في الوقت الراهن، يعاني آلاف المصابين بالسرطان وأمراض خطيرة أخرى في المغرب من أعراض قابلة للعلاج».وخلص تقرير هيومن رايتش ووتش إلى أن الأفق مظلم بالنسبة إلى 40 ألف مغربي في حاجة إلى الرعاية التلطيفية، ليسوا من مرضى السرطان فحسب، بل أيضا من مرضى بلغوا مراحل متقدمة من أمراض القلب أو الرئتين أو الكلي. ضحى زين الدين

نجمي: العلاج يخص الأمراض المزمنة والخبيثة

العلاج التلطيفي ... آخر الدواء "المورفين"

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات