هوامش فاس ممنوعة على الزوار والشرطة

سمعتها تسيء لأبنائها وتعزيز الموارد والأسطول ضروري لاجتثاث الجريمة بها تحف زيارة أحياء هامشية بفاس، ليلا مخاطر غير محسوبة العواقب والنتائج، سيما على الغرباء الوافدين عليها وسائقي سيارات الأجرة الصغيرة وحتى الدوريات الأمنية، التي تجد صعوبة كبيرة في دخولها، إما لدوافع موضوعية متعلقة ببنيتها، أو ذاتية مرتبطة بضعف الموارد البشرية الكفيلة بتغطيتها.ويلتصق "اللاأمن" والخوف بسمعة مثل تلك الأحياء بالمناطق الأمنية الأربع، رغم الجهود الأمنية المبذولة لاستتباب الأمن بها، وما يعلن من أرقام ضخمة للموقوفين المتحدر غالبيتهم منها، إن المبحوث عنهم أو الموقوفين في حملات تمشيطية ل"تنقية" المدينة من منحرفيها، وتحسين صورتها المسوقة إعلاميا.وتبقى بنية تلك الأحياء "المتمنعة" عن الدوريات، والمولودة من رحم العشوائية سيما في الثمانينات، قابلة لاحتضان مختلف أنواع الانحراف والظواهر السيئة، في ظل سيادة مظاهر الفقر والحرمان وغياب التحصين اللازم للشباب من "الغرق" في بحر الجريمة بأحياء تحولت إلى "بعبع" مخيف لزوارها. ويستغرب جمعويون تركيز الإعلام على النقط السوداء بأحيائهم دون كشف مسببات ذلك، سيما بحي عوينات الحجاج ودواويره الدريسي والهندية والجديد، الحاضنة لمعدلات مرتفعة للجريمة بأنواعها، والمصدرة لشباب تربوا بين أحضانها و"ذاع صيتهم في عالم السرقة والاغتصاب والاعتداء والعنف". ورغم احتضانه نحو 80 ألف نسمة معظمهم من الشباب المتعايش مع واقع التهميش والإقصاء، فإن الحي يفتقد إلى مركز أمني مجسد لشعار "القرب الأمني" سيما بعد إغلاق مراكز ارتبط فتحها بأمن "كرواتيا" وأغلقت بإلغائه، ليبقى شعار "ممنوع الدخول" مجسدا على الدوريات بشكل شبه يومي. ويقع الحي في نفوذ الدائرة 10 بسيدي إبراهيم، المحتاجة للموارد البشرية واللوجستيكية اللازمة لتغطية مجالها الترابي الممتد على 12 حيا غالبيتها غارقة في مختلف مظاهر الجريمة، على غرار الأحياء التابعة للدوائر 5 (عين هارون) و11 (بن دباب) و17 (بن سليمان) و9 بالحي الحسني بمقاطعة المرينيين.ويبقى دخول تلك الأحياء، مستحيلا سيما ليلا، إذ يرفض سائقو الطاكسيات نقل كل راغب في ذلك، خوفا وهم متداولو حكايات أقرب إلى الخيال في تجاربهم الشخصية، كما حكى ذلك سائق كاد أن يسقط ضحية فتاتين ركبتا سيارته وحاولتا استدراجه إلى ركن خال بالحي الحسني، لغاية في نفسيهما. كل تلك الدوائر الأمنية بين 5 دوائر تابعة للمنطقة الثالثة، محتاجة إلى موارد بشرية وآليات كفيلة باختراق "أحياء غارقة في فوضويتها" وتأمين سلامة كل تدخل ليل نهار، سيما أمام تكرار حوادث اعتداء تعرض إليها رجال أمن في تدخلاتهم بتلك الأحياء في إطار واجبهم المهني الذي قد يعرضهم للمخاطر.وترتبط أحياء "الكارونت سانك" وبلخياط وبن دباب والحي الحسني وظهر الخميس وكهف العزبة وكريان الحجوي وحفرة بنسليمان وبنزاكور العلوي والسفلي، وما بينها من أحياء جديدة متناسلة عشوائيا في فترات سابقة، برعب يسكن سامع أسمائها حتى ولو لم يزرها من قبل، للصورة السيئة المسوقة.وتجد الدوريات الأمنية صعوبة كبيرة في اختراق هذه المعاقل "المحررة" و"المستعصية" على الضبط والتنقية من أنواع الجريمة، كما أحياء تابعة للدائرة 12 بسيدي بوجيدة الضامة 16 حيا غالبيتها عبارة عن "جنان" زحف عليها الإسمنت، لتشكيل عمارات ومساكن تعلوها العشوائية وتفتقد لشروط السلامة.ولا تقل الأوضاع الأمنية في 19 حيا تابعة لدائرة الأمن رقم 13 بعين النقبي، مأساوية كما 14 حيا تابعة للدائرة 16 بسهب الورد، المستعصية على الضبط الأمني بشكل كامل لاستمرار صعوبات مفرملة لذلك، في ظل ضعف الموارد البشرية واللوجستيكية، وطبيعة تلك الأحياء الغارقة في عشوائيتها.وتدخل تلك الدوائر ضمن نفوذ المنطقة الأمنية الأولى بالبطحاء، الحاضنة لدوائر أخرى محتاجة إلى ضخ دماء جديدة، سيما الواقعة خلف أسوار المدينة العتيقة محج السياح الأجانب، الذين طالما تعرضوا إلى اعتداءات من قبل منحرفين في حوادث مفزعة وصلت إلى حد القتل واهتز لها الرأي العام. وتبقى تغطية عشرات الأحياء التابعة للدوائر الأمنية بأحياء البطحاء والرصيف وباب الفتوح والقطانين، ضرورية لحماية السياح وسكان المدينة القديمة التي تعج بمختلف أنشطة الصناعة التقليدية وتعتبر أكبر المواقع السياحية المفضلة لزوار فاس المحتاجة إلى تحسين صورتها الأمنية المشوهة.وليست المدينة القديمة لوحدها، المستعصية على الضبط والسيطرة الأمنية رغم محاولات ذلك والسيطرة المؤقتة على الوضع قبل كل "انفلات" عادة ما يعقبه إفراج عن معتقلين في كل مناسبة دينية أو وطنية، بل تشكل الأحياء التابعة للمنطقة الأمنية الرابعة ببنسودة، أحد أكبر "بؤر" الجريمة بفاس. حميد الأبيض (فاس) سمعة سيئةتسبق السمعة السيئة أسماء عدة أحياء بدوائر الحي الجديد والمسيرة والوفاق، التي تضم 35 حيا غالبيتها نبتت من رحم العشوائية، على غرار حي المسيرة الملقب ب"الشيشان" و"كريو" و"بام" والحي الجديد، كما أحياء هامشية تابعة للدائرة السادسة بحي الدكارات التابع للمنطقة الأمنية الثانية. ومهما يكن من سمعة مشوهة لأحياء لا ترضي سكانها وشبابها، فإن تعزيز الموارد والأسطول المتحرك، لازم في كل مقاربة أمنية تتوخى بتر وريد الجريمة، عوض الاكتفاء بحملات تراكم الأرقام دون استئصال ظواهر ومعدلات جريمة تتأرجح بين الانخفاض والارتفاع حسب الأماكن والمناسبات.

جرائم أحياء الجنوب بآسفي

لقجع: مستعد للرحيل

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات