في ليلة قائظة من يونيو الماضي تعرض محمد ارويجع، المقيم بدوار لحجر أولاد معزة بالشلالات، إلى حادث مأساوي سلبه حياته، وكلفه نعمة الحركة.وتحكي زهرة، زوجة ضحية الحادث، أن الصباغ الذي كان يعمل لصالح شركة بشكل غير رسمي، كان عائدا من عمله حوالي العاشرة ليلا، على متن دراجته الهوائية، إلا أنه فجأة سقط في حفرة خلفتها أشغال عمومية، لتتسبب له في إصابة بالغة في العنق، و"تداخلت فقرات عموده الفقري بشكل نتج عنه شلل كلي لزوجي"، تقول زهرة، التي وجدت نفسها بعد عشرين سنة وهي داخل البيت تخرج إلى عالم مجهول."لأني لم أكن أبارح البيت، لم أعرف إلى أي جهة أتوجه، فنقلت زوجي بمعية الجيران إلى مستشفى مولاي عبد الله، حيث طلب منا نقله إلى مستشفى ابن رشد، بمبرر أنهم لا يتوفرون على الأجهزة المناسبة للكشف عن حالته، وهنا اكترينا سيارة إسعاف ب500 درهم". في ابن رشد واجهت الزوجة عدة مطالب أخرى، منها ضرورة إعادة نقل الزوج إلى مختبر لإجراء صور إشعاعية، بمبرر أن "سكانير" المستشفى معطل، "اقترضت 2200 درهم، ثمن الصور، و500 درهم لنقله مرة أخرى عبر سيارة إسعاف من المستشفى إلى المختبر ثم إعادته إليه حيث رقد حوالي 22 يوما قبل أن يخضع إلى عملية جراحية".لم تكلل العملية بالنجاح، وجاءت النتائج النهائية صادمة "زوجك سيظل مشلولا بقية حياته، لن يحرك أي طرف في جسده". كانت هذه العبارة بمثابة سهم أصاب قلب الزوجة، وهي تسمع أن شريك حياتها لن يتحرك من جديد. "لم تمر إلا أربعة أيام على العملية حتى طالبوني بإخراج زوجي من المستشفى، وأداء مبلغ 3 ملايين سنتيم و3آلاف درهم".شرحت الزوجة لإدارة المستشفى أن زوجها لا يتوفر على أي تأمين، إذ رغم أنه مسجل بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، إلا أنها لجهلها بالإجراءات الواجب اتخاذها في مثل هذه الحالة، لم تضع ملفه الطبي لدى الإدارة المعنية، "لم أعلم بذلك إلا بعد مرور الأجل القانوني لوضع الملف، كما أن إدارة ابن رشد حرمتني منه، وطالبتني بأداء المبلغ أولا، والحصول على التعويضات من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي".نقلت الزوجة شريكها إلى البيت في حالة مزرية، لتزداد وضعيته الصحية سوءا نتيجة عدم توفرها على المبلغ الكافي لاقتناء الأدوية الضرورية وكذا معدات طبية خاصة بمثل هذه الحالة من الشلل، ما أدى إلى إصابته بتعفنات خطيرة في الظهر تهدد حياته. "لا يحق لنا الاستفادة من "راميد" ولا من التغطية الصحية الإجبارية، والديون تلاحقنا من كل جهة، عدا أنه خسرنا المعيل الوحيد للأسرة". تقول الزوجة باكية.ض . ز