إطار العيش… آخر أوراق المنعشين

الفاعلون العقاريون أصبحوا يركزون على التجهيزات والمساحات الخضراء لتحفيز الطلب لم يعد السعر العامل الوحيد الذي يركز عليه المنعشون العقاريون من أجل إقناع الزبناء بأهمية عروضهم، مادام أن كل شركات الإنعاش العقاري تقدم أسعارا مماثلة تقريبا. وأصبح إطار الحياة أو ما يصطلح عليه لدى محترفي تسويق العقارات بـ»كادر دو في» أو «cadre de vie»، داخل التجمع السكني، العامل الجديد للتنافس وكسب ثقة الزبناء، فهناك عدد من الشركات التي تجعل من المساحات الخضراء المخصصة داخل المشروع والبنيات التحتية مثل الطرق عناصر تميز مشاريعها. ورغم أن القانون يحدد الخاصيات المتعلقة بكل نوع من أنواع السكن، في ما يتعلق بالمساحات الخضراء والتجهيزات، فإن عددا من المنعشين العقاريين يقدمون تجهيزات ومساحات خضراء إضافية عما هو محدد بمقتضى القانون. وبهذا الخصوص، يخضع السكن المتوسط لعوامل جودة إطار الحياة، بموجب دفتر التحملات المفروض من قبل وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة على المنعشين العقاريين، الذين يلتزمون من بين عدة أمور، بتثبيت سخانات مياه عبر قنوات نظيفة ومستقلة في كل شقة، إلى جانب وضع نظام لتصريف مياه الأمطار بالنسبة إلى كل وحدة على حدة. كما يلتزم المنعش بزراعة عدد أشجار مساو لعدد الملاك، طولها لا يقل عن ثلاثة أمتار، مع العناية بها لمدة سنة كاملة، وهو الأمر الذي لا يلتزم به أغلب المنعشين، يؤكد حسن، مالك جديد، أمضى شهورا في البحث عن فردوس "الكادر دو في"، موضحا أن أغلب المشاريع التي زارها، وقف خلالها على ممارسات، تستهدف التخلي عن التجهيزات والمساحات الخضراء، لغرض استغلالها ورفع الأرباح بتقليص الكلفة. ويمتثل إنتاج السكن الاجتماعي لمجموعة شروط يتعين احترامها في هذا الباب، تتعلق بغرس الأشجار أيضا، وفق الشروط المذكورة. وإذا كان الوعاء العقاري للمشروع لا يستوعب العدد المطلوب من الأشجار، فإن المنعش يلتزم بزرع العدد المتبقي في منطقة معينة تحددها الجماعة التي يوجد بها المشروع السكني، كما يلزم دفتر التحملات المنعش العقاري بتوفير ممر خاص بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في بناية واحدة على الأقل من عشر بنايات من أجل تمكينهم من الولوج إلى مساكنهم، في الوقت الذي يرى نبيل، أحد سكان مشاريع السكن الاجتماعي بضواحي البيضاء، أن أحد جيرانه يعاني الأمرين يوميا، من أجل اصطحاب والده المقعد لقضاء بعض الأغراض في محيط الحي، نظرا لعدم توفر ولوجيات لذوي الاحتياجات الخاصة. ومن جهته، أفاد عبد الإله كزاري، المدير العام لشركة "أبرار للعقار"، في تصريح لـ"الصباح"، أن سقف مطالب الزبناء ارتفع مقارنة مع الماضي، بالنظر إلى توفر العرض ومحدودية الطلب. وأبرز أن المشاريع التي تنجزها الشركة تأخذ بعين الاعتبار هذه المتغيرات، موضحا أن الشركة تنجز، حاليا، بالبيضاء عددا من المشاريع، منها المشروع السكني "أبرار سيدي عثمان"، الذي ينجز على مساحة تناهز 26 هكتارا، خصصت منها 16 هكتارا للبقع الأرضية التجارية، الصالحة لإنجاز بنايات من طابق سفلي وأربع طوابق (R+4) وطابق سفلي و ثلاثة طوابق عليا (R+3)، فيما ستنجز الشركة 2500 شقة من السكن الاقتصادي على عشرة هكتارات المتبقية. وأكد أن هذا المشروع يتميز بعرض شوارعه، الذي يصل إلى 60 مترا، ما يتجاوز المعايير المحددة في القانون، كما يتضمن المشروع، أيضا، مساحات خضراء هامة، ومركزا للتكوين المهني، وقاعات رياضية متعددة الاختصاصات، ومستشفى بمساحة مغطاة في حدود 5 آلاف متر مربع، ومؤسسة تعليمية. ويتضمن المشروع، أيضا، حيزا مخصصا للسكن المتوسط، إذ سيتم إنجاز 250 شقة من هذا الصنف. بالموازاة مع ذلك، تنجز الشركة مشروعا آخر للسكن الاقتصادي بالمواصفات ذاتها، إذ يتضمن، أيضا، مساحات خضراء ومرافق بمواصفات، يقول كزاري، تتجاوز ما هو مطلوب قانونا. واعتبر أن مواصفة الشقة عند الزبون لم تعد تقتصر على المساحة والمواد المستعملة في البناء، بل تشمل، أيضا، الإطار العام للحياة داخل المجمع السكني. وأضاف أن الشركة، منذ إنشائها، أولت هذا الجانب أهمية خاصة. "التزام"... الجودة غاية تدرك أكد رشيد خياطي حسيني، نائب رئيس الفدرالية الوطنية للمنعشين العقاريين، أن جودة السكن غاية تدرك، إذا التزم المنعشون العقاريون بمجموعة من الضوابط خلال البناء، موضحا أن علامة "التزام"، التي تمنحها الفدرالية، تستند إلى أربع عائلات من المواصفات، التي يصل مجملها إلى 90، إذ تمر عملية التتويج بالعلامة المذكورة، عبر ثلاث مراحل، الأولى تهم مراقبة المشروع العقاري، وذلك بعد إنجاز 50 % من أشغاله على الأقل، ومرحلة ثانية ترتبط باستصدار رخصة السكن، وكذا مرحلة ثالثة، تنصب على استطلاع رضا الزبناء بعد سنة من استكمال المشروع. وأكد خياطي الحسيني، أن الشفافية أهم عائلة من المواصفات، إذ ترتكز على مركبات أساسية. يتعلق الأمر بالتواصل والوثائق القانونية الخاصة بعملية نقل الملكية، ورضا الزبناء، فيما تشمل المواصفات الثلاثون ضمن هذه العائلة، متابعة المشروع العقاري خلال عملية الإشهار له، وإبرام عقد الحجز في المشروع، إلى جانب توثيق شكاوى الزبناء ومستوى رضاهم عن المشروع. بدر الدين عتيقي

إطار العيش… آخر أوراق المنعشين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لوبيات تتحكم في مداخيل أسواق الجماعات

حرب بلاغات بشباب المحمدية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات