هوامش البيضاء…القنابل الموقوتة

الرحمة ومديونة وعين حرودة نقط سوداء تغذي باقي أحياء العاصمة الاقتصادية تغيرت خارطة العاصمة الاقتصادية، وتوسع المجال الحضري، نحو دار بوعزة ومديونة وأهل الغلام وعين حرودة، لتظهر تجمعات جديدة، تنشط فيها الجريمة، فيما حافظت الهوامش القديمة على وتيرة الجنوح الإجرامي نفسه، ومن ضمنها الأحياء التي يطلق عليها سابقا «الزيرو كاط»، (04)، وأخرى عرفت بأنها نقاط سوداء وتعرف اكتظاظا سكانيا. وإذا كانت المصالح الأمنية تنجح في فك لغز الجرائم وإيقاف مقترفيها أو تحديد هوياتهم، إلا أن المطالب الأساسية للمواطنين تظل، ملحة على استتباب الأمن، وعلى التدخل الاستباقي، للحيلولة دون وقوع الجريمة أصلا، سيما تلك التي يكون لها وقع سلبي على الشعور بالأمن، والتي تقع في الشارع العام. آخر الإحصائيات الأمنية الخاصة بمحاربة الجنوح الإجرامي، سيما السرقة بالشارع العام، أصدرتها ولاية أمن البيضاء، في فاتح فبراير الجاري، تشير إلى إيقاف مجموعة من الأشخاص وتقديمهم إلى العدالة على خلفية تورطهم في السرقة بالشارع العام، سواء بالخطف، أو تحت التهديد بواسطة الأسلحة البيضاء. وعدد البلاغ المناطق الأمنية بكل من مولاي رشيد وعين الشق والحي الحسني والمحمدية، مشيرا إلى عمليتين بالمنطقة الأمنية مولاي رشيد، الأولى قامت بها عناصر دائرة حي السدري التي أحالت شخصا يبلغ من العمر 21 سنة من ذوي السوابق على فرقة الشرطة القضائية بعدما تمكنت من إيقافه على خلفية شكاية تتعلق بسرقة دراجة نارية تحت التهديد بالسلاح الأبيض بشارع إدريس الحارثي، وأثناء تعميق البحث اعترف الموقوف بأنه ارتكب الجريمة وهو تحت تأثير التخدير، وكان رفقة شخص ثان، يجري البحث في شأنه. كما أسفر البحث أيضا عن تورطه في ثلاث سرقات أخرى لهواتف محمولة لأشخاص تقدموا بشكايات في الموضوع. كما أوقف متهم آخر تورط في العديد من السرقات بالعنف والمقرونة بالتهديد بالسلاح الأبيض مع حالة العود. هذا الأخير، البالغ من العمر 27 سنة، تبين من خلال البحث المعمق على أنه متورط في ثماني سرقات بالعنف وتحت التهديد بالسلاح الأبيض طالت هواتف ومبالغ مالية لضحايا، تم التوصل إليهم وأصروا على متابعته قضائيا. أما بالنسبة إلى منطقة أمن عين الشق، فقد عملت مصالح الأمن على إيقاف شخص آخر من ذوي السوابق في مجال السرقات، وذلك على خلفية ضبطه في حالة تلبس باقتراف سرقة هاتف محمول، وأسفر البحث المعمق معه عن تورطه في ما مجموعه 14 سرقة، كان من بين المستهدفين فيها أصحاب السيارات، إذ يستغل وقوفهم بالشارات الضوئية، وبالتالي يقوم بسرقة هواتفهم عبر التسلل بجوانب السيارات بمختلف أزقة وشوارع منطقة عين الشق. وبالنسبة إلى أمن الحي الحسني، فقد أوقفت عناصر الدراجين المتنقلة شخصين لتلبسهما بالسرقة بشارع واد سبو، بعد خطفهما هاتفه وهما على متن دراجة نارية من نوع "سوينغ". وثبت أن الموقوفين، البالغين من العمر 21 و 16 سنة، تورطها أيضا في سرقة مماثلة. وبالمحمدية، اوقف شخصان من أجل السرقة بالتهديد بالسلاح الأبيض باستعمال ناقلة ذات محرك. وحسب المعلومات الأولية للبحث، فإن ضحيتين أكدا في شكايتهما أن المعنيين بالأمر يستعملان دراجة نارية فائقة السرعة نوع «T-MAX” سوداء اللون. وبناء على الأوصاف المدلى بها من طرفهما تم تكثيف الحملات التمشيطية، خصوصا من طرف شرطة المرور، وتم رصد تحركات المعنيين بالأمر ليتم في البداية إيقاف السائق الذي كشف عن هوية شريكه. وقد اعترف المعنيان بالأمر بالمنسوب إليهما بعد تعرف الضحيتين عليهما. وينتظر سكان الرحمة، أن يتعزز الأمن بهذه المدينة التي أصبحت تؤوي كثافة سكانية كبيرة، وذلك بإحلال مصالح الأمن الوطني، إذ رغم أن البنيات التحتية الخاصة بالدوائر والمنطقة الأمنية شيدت، إلا أنها مازالت خاضعة لنفوذ الدرك الملكي. تغذية الجرائم بعيدا عن المناطق الأمنية سالفة الذكر، تبقى مناطق الرحمة ومديونة وعين حرودة، مشاتل تغذي الجرائم التي تقع في وسط المدينة، إذ تسهل الدراجات النارية التنقل بين الهوامش سالفة الذكر والوسط، ويتحرك الجناة في وضح النهار وفي الليل لاقتراف جرائم السرقة، التي وإن كانت الإحصائيات تصنفها ضمن الجرائم العادية، إلا أن وقعها يكون كبيرا على نفوس المواطنين، وتشير الهلع والخوف بينهم. المصطفى صفر

هوامش البيضاء…القنابل الموقوتة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دوار الحاجة والمعاضيد...أحياء الإجرام بالرباط

نجم الشباب يعود إلى الأضواء

مقالات ذات صلة