“التبركيك”… المخابرات الشعبية

أقوى جهاز بأقل كلفة أفراده غير محددين وإنجازاته خارقة يكاد الكل يجمع أن المغاربة شعب “بركاك”. لا فرق في ذلك بين غني وفقير، أو متعلم وجاهل، أو رجل وامرأة. المغاربة سواسية، كأسنان المشط، في ثقافة “الإحضي آي”، (على وزن “إف بي آي”) كما يسمونها هم أنفسهم. داخل كل مغربي مخبر سري يحرص على معرفة “الشادة” و”الفادة” من حواليه، ونقلها إلى الآخرين، وكله زهو وافتخار بامتلاكه “المعلومة”. و”الشاطر” من يزايد على الآخر، ويكون سباقا إلى معرفة “التبركيكة” بكامل تفاصيلها. ينتشر “التبركيك” في جميع الفضاءات التي يوجد بها المغربي، في البيت، والعمل، والشارع والحي، لكنه يبلغ أوج “تجلياته” في الصالونات والحمامات والمقاهي والحانات، بل إن البعض جعل منه مصدر رزق من خلال نقل المعلومة إلى “من يهمه الأمر”. ولا عجب حين نعلم أن الكشف عن منفذي تفجيرات حي “سان دوني” الأخيرة بباريس، تم من خلال “التبركيك” الذي انتقل مع أبناء الجالية إلى أراضي المهجر، أو ربما هو لديهم في الجينات أصلا. الأحياء الشعبية لديها خبراء في المجال. ولعل أقرب نموذج هو “عساس الدرب”، الذي “لا تخفى عليه خافية”، لا بالليل ولا بالنهار. هؤلاء الخبراء موجودون أيضا، ولو بصيغة مختلفة، في مجال “البيزنس” من خلال “بركاكة” البورصة، أو داخل الأحزاب السياسية، حيث تنبني ثقافة “التبركيك” على ما يسمى في أدبياتهم ب”الكولسة”. الملف التالي، يرصد ظاهرة “التبركيك” لدى المغربي، من خلال “بورتريهات” وشهادات ونكات وحوار مع باحث في السوسيولوجيا، وتفاصيل أخرى تجدونها طيه. نورا الفواري

“التبركيك”… المخابرات الشعبية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الشكامة" في خدمة الاستعمار

الداخلية تناقش شروط فتح ملعب محمد الخامس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات