الهادي: غياب الأمن الشمولي

يعزو الدكتور الهادي الهروي، مختص في السوسيولوجيا، ومدرب دولي قيادي في التنمية البشرية، تكرر جرائم القتل لأسباب غير مبررة، إلى عوامل سوسيو اقتصادية وسيكولوجية. ويضيف الباحث نفسه العوامل الثقافية والجغرافية، إلى مسببات هذه الجرائم. وأفاد الهادي، أن الظاهرة تفسر على المستوى الاقتصادي، بغياب القدرة على تلبية الحاجيات المادية الضرورية للعيش الكريم وعدم الشغل والبطالة المطلقة والخصاص الغذائي، وغيرها من العوامل التي تدخل في هذا الإطار. أما على المستوى الاجتماعي فيلاحظ، الباحث نفسه أن الجريمة تعزى إلى حدة الفوارق الطبقية، إذ أن الأغلبية الساحقة من المجرمين، يعانون دنو انتمائهم وابتعادهم عن الطبقات الميسورة، أو المتوسطة، ويرتبطون بشبكات اجتماعية دنيا، ما يغذي سلوكاتهم بالعنف والرغبة في الانتقام. ولا يتوقف الهادي عند الأسباب المذكورة، بل يضيف إليها غياب المستوى الثقافي، معتبرا أنه يغذي الجنوح، ويعتبر أنه في ظل مجتمع لا يعير أهمية للثقافة بمعناها الأنتروبولوجي الواسع لأفراده، فلا يمكن أن ينتج عن ذلك إلا تهور في السلوك، وانحلال خلقي وعدم الالتزام بالمعايير القيمية. ويرى الباحث نفسه أن للبعد الجغرافي، دورا في تنامي الجرائم لأسباب غير مبررة، فالأغلبية من هؤلاء الجانحين، يعيشون في في كثير من المدن ذات الكثافة السكانية، كما أن الذين يقومون بهذه الأفعال الإجرامية، ينتمون إلى محيط المدن وهوامشها، ويلاحظ أنهم من أوساط تنعدم فيها شروط السكن اللائق. وحسب الهادي الهروي دائما، فإن البعد النفسي حاسم بدوره في تكرر الجرائم سالفة الذكر، فأغلبية المجرمين يعانون أمراضا نفسية كثيرة (باتولوجيا)، ما يؤدي بهم إلى الهيجان، وهي عوامل ترتبت في الغالب، عن الحرمان والكبت وانعدام الرعاية، وتعاطي المخدرات والتفكك الأسري وانعدام الاستشارة الأسرية. ويورد الباحث نفسه عاملا، لا يقل أهمية عن العوامل السابقة، وهو المسألة الأمنية، ويعني مفهوم الأمن الشمولي (الغذاء والثقافة والتطبيب... إلخ)، الأمر الذي يحتاج إلى إعادة هيكلة وتكوين العديد من الموارد البشرية، بالكثير من الوزارات الوصية، للاضطلاع بمهام تقويم الاعوجاجات السلوكية التي تغذي المجرمين والمنحرفين، درءا لمخاطر الجريمة وعرقلتها للنمو المجتمعي. م. ص

الهادي: غياب الأمن الشمولي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

القرقوبي... الدافع الأكبر

الدفاع عن الشرف...أحد الأسباب

مقالات ذات صلة