المغاربة والعنف… “كلشي شاعل”

اشتباكات خطيرة بسبب تفاهات في الأسرة والشارع والبرلمان والإدارات والملاعب الرياضية لم يعد المغاربة، على الأقل فئة عريضة، من المسالمين المتسامحين، إذ أصبحت تطفو على السطح باستمرار أحداث تنطلق من تفاهات، سواء في الشارع العمومي أو في الأسواق وحتى في المؤسسات العامة والخاصة، فالنماذج التي تعيش على أعصابها كثيرة، وتحول حنقها في أي فرصة تسنح، وبعد أي تماس مع الآخرين، إلى شنآن وخصام ولكمات... وتنجم عن الحالة هذه حوادث عنف بعضها تكون له تداعيات خطيرة، وحين تهدأ النفوس، لا ينفع الندم مع هول ما أفرزته لحظات غضب غير ذات سبب مقنع. في اجتماعات السياسيين، كانت اليد أسرع من الرأي، للتعبير عن المواقف والدفاع عن الطروحات. في المدرسة التلاميذ بدورهم ورغم صغر سنهم أصبحوا يعانون هذا المرض المجتمعي، ويميلون أكثر إلى العنف اللفظي أو المادي، وهو ما ترجمته العديد من حالات الاعتداء سواء بين التلاميذ أنفسهم أو ضد أساتذتهم وأستاذاتهم، بعضها بلغ حد حمل السلاح الأبيض إلى القسم وتنفيذ جرائم علنية خلفت رعبا واثارت احتجاجات تطالب بحماية المؤسسات التعليمية من خطورة الجانحين من هذا النوع. في الملاعب الرياضية، تبددت الروح الرياضية وحلت محلها أحداث شغب، لم تردعها القوانين المنظمة ولا العقوبات القضائية، بل بعد كل محاكمة للمشاغبين، تظهر أحداث أفظع من سابقاتها. في الشوارع والطرقات، يتحول مجرد الضغط على المنبه أو محاولة التجاوز أو السير ببطء، إلى حوادث ضرب وجرح عمديين، تبدأ بتبادل السباب وتنتهي في مخافر الشرطة. في الأسواق ومحطات سيارات الأجرة وفي بعض ساحات الفسحة والنزهة، تأبى تلك الصور إلا أن تتكرر، وتحمل معها دلالات عن مجتمع جديد، هاجسه العنف والعصبية الزائدة، ما عرى زيف خطابات المجتمع المسالم المتسامح، بل حتى في بوابات المساجد، يأبى شيطان الأعصاب إلا أن يجد له مكانا، فتسمع تبادل السباب المشين قرب مآذن الجوامع. في الملف التالي نعرض لبعض هذه الحالات في مختلف الأوساط، وكيف تطورت لتصبح قاعدة عامة، كما نستعرض رأي الباحث المتخصص في علم الاجتماع حول دواعيها وأسبابها، وتأثير التنشئة الاجتماعية فيها، ومدى قابلية مقاربة الردع للقضاء عليها.... المصطفى صفر

المغاربة والعنف… “كلشي شاعل”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاعتداءات بمؤسسات الدولة ... من المسؤول؟

شركة لتحصيل الديون... والنصب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات