ألعاب الفيديو… التسليـة تتحـول إلـى سلوكـات عنيفـة

وضعت أحدث الدراسات حول تزايد منسوب الانزياح إلى العنف في سلوكات الأجيال الجديدة، ألعاب "الفيديو" التي يتسلى بها الأطفال، في قفص الاتهام، عندما أخضعت عينات منهم للدراسة والتحليل، وامتحنتهم عبر اختبارات نفسية، فخلصت إلى أن انطواء كثير منهم عبر العالم، وميلهم إلى العنف، وراءها الحروب والجريمة التي جعلها صناع الألعاب الإلكترونية قصصا وأدوات للتسلية.ومن بين الدراسات الحديثة، التي اهتمت بها صحف أوربية اطلعت عليها "الصباح"، واحدة من إعداد الجمعية الأمريكية لطب الأطفال، قامت باختبار عينة تمثيلية مشكلة من أربعة آلاف طفل، تتراوح أعمارهم بين 11 سنة و17، فأثبتت أن مدمني ألعاب الفيديو منهم، وهم حوالي 50 في المائة من المشاركين، عدوانيتهم مرتفعة مقارنة بالآخرين، ولديهم ميل إلى ممارسة العنف على أقرانهم أو إصدار ردود فعل عنيفة تجاه أقربائهم، والشعور بالغضب مرتفع عندهم.ووفقا للمعلومات التي توفرها مجلات ومواقع الدراسات المتخصصة في علم النفس، تعد ألعاب الفيديو، من الآليات الحديثة للتعليم والترفيه والاستمتاع، غير أن إيجابياتها تلغيها سلبياتها، وتؤكد الدراسات ذاتها، أن حجم وطبيعة الاستفادة أو الضرر الذي تسببه ألعاب الفيديو، يتحدد بحجم العلاقة مع تلك الألعاب ومقدار وكثافة استهلاكها من قبل الأطفال.فكما يمكن لألعاب الفيديو، أن تساعد الأطفال على اكتساب الثقة وتعلم مهارات الكتابة والتعبير الحركي، وسرعة البديهة والتخطيط المنظم وسرعة اتخاذ القرارات، بإمكانها، وبالقدر نفسه، أن تغذي ميلهم إلى العنف وتزيد من الشعور بالغضب، واكتساب قاموس من الكلمات غير اللائقة وإهدار الوقت والكفاءة العقلية والوصول بهم إلى حالة من الانطواء والانعزال.ذلك أن تلك الألعاب، موجهة أساسا إلى مستهلكين، هم أطفال فى مرحلة التكون والتشكل النفساني، ما يجعل شخصياتهم قابلة للتأثر بمشاهد العنف التي تعج بها تلك الألعاب، وأساسا حينما تتحول التسلية إلى نمط حياة وتحتل تلك الألعاب مساحة كبيرة من وقتهم واهتماماتهم وتفكيرهم، فيصل الأمر إلى ظهور طفل انطوائي وعاجز عن التواصل الاجتماعي والأسري.وتدعو الدراسات الغربية المحذرة من ألعاب الفيديو، الأمهات والآباء والأسر، إلى حماية الأطفال من التأثيرات السلبية لألعاب الفيديو، عبر توجيههم نحو اهتمامات أخرى، من قبيل تنمية مواهبهم وصقل قدراتهم ورعايتهم صحيا وجسديا ونفسيا عبر تنمية مداركهم وخيالهم بالأشياء الموضوعية والواقعية.وفي هذا الصدد، يمكن مثلا، إشراك الأطفال وتسجيلهم في مدارس الألعاب الرياضية المختلفة والمتنوعة، ككرة القدم والسباحة وغيرها، أو تنمية مواهبهم الحسية والفنية عن طريق دروس الموسيقى والرسم وغيرهما من الأنشطة والهوايات، سيما بعدما صار صناع ألعاب الفيديو، يركزون على صناعة وترويج لعب تنهل من الحروب العالمية، مثل حرب العراق، أو قصص أفلام العنف، عوض الجيل القديم من الألعاب الذي يركز على قصص أساسها اختبارات حسابية.امحمد خيي

ألعاب الفيديو… التسليـة تتحـول إلـى سلوكـات عنيفـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حـوادث السيـر... "الهاجـم يمـوت شـرع"

العنصر يرفض إرجاع سيارات الدولة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات