الضحاك … بالقلم الأحمر

لم يدم هجوم الحزب الحاكم على إدريس الضحاك، الأمين العام للحكومة، أكثر من ثلاثة أشهر، عندما لاحظ وزراء العدالة والتنمية، في أول دورة برلمانية في عهد بنكيران، الفرق بين مسوداتهم التشريعية والنصوص الموضوعة في المجلسين بعد إعادة صياغتها. وحتى عندما يتعلق الأمر باختصاصات الأمانة العامة للحكومة غير تصحيح مشاريع القوانين، يرفض الضحاك الكلام، إذ حرص على أن يكون اتصاله بالمتعاملين معه بواسطة الموقع الرسمي للمؤسسة التي يشرف على إدارتها منذ غشت 2008 خلفا للراحل عبد الصادق ربيع. لم يشفع له مساره العلمي والقضائي الحافل على المستوى الوطني والعربي والدولي، الذي بدأه بالحصول على الدكتوراه في الحقوق وأنهاه بمنصب سفير بسوريا، من أن تصفه الأحزاب، أغلبية ومعارضة، بحارس مقبرة القوانين، بذريعة تجميد القوانين في رفوف الأمانة العامة للحكومة، قبل أن ينتفض، ذات مرة، عندما هاجمته وزيرة حالية مطالبة إياه بالإسراع في إخراج مشروع قانون تقدمت به. بعد طول إلحاح لم يجد عضو أكاديمية المملكة، الرئيس الأول السابق للمجلس الأعلى، والمدير الأسبق للمعهد الوطني للدراسات القضائية، بدا من الرد على الوزيرة الغاضبة بأن الأوراق التي بين يديه ليس فيها من القانون إلا العنوان، وأن كتابة القانون ليست بالسهولة التي تظنها، لأن ما قامت به لا يمكن أن يوصف إلا بكتاب خواطر ومتمنيات. وعندما بدأت استطلاعات الرأي ترجح عودة بنكيران وفريقه إلى القيادة الحكومية بعد الانتخابات التشريعية، اختار ابن القصر الكبير، الذي يشرف على ختم عقده الثامن، أن يعلم الوزراء كتابة القوانين، كما كشف عن ذلك رئيس الحكومة، عندما نوه بالعمل الذي قام به الضحاك لمساعدة الوزراء في عملية إعداد القوانين، وذلك في إشارة إلى مبادرة إعداد مرجعية منهجية ودليل قانوني عملي لإعداد النصوص التشريعية والتنظيمية. واعترف بنكيران في مجلس حكومي بدور الرجل على رأس الأمانة العامة للحكومة، بأنه سيوزع الدليل القانوني العملي لإعداد النصوص التشريعية والتنظيمية على القطاعات الحكومية، مشيرا إلى أن ذلك سيمكن من نقل خبرة منهجية متراكمة طيلة عقود من الممارسة، وذلك في إشارة إلى مسار الضحاك، الذي شغل منصب الأمين العام للمنظمة العربية للدفاع الاجتماعي ضد الجريمة بين 1985و1989، بالإضافة إلى اعتماده خبيرا لدى العديد من اللجان والمنظمات لدى الأمم المتحدة، خاصة في مجال القانون البحري وحقوق الإنسان والبيئة، فضلا عن إسهاماته المتعددة في العديد من التظاهرات القضائية ذات البعد الدولي منذ أزيد من أربعة عقود. ياسين قٌطيب

الضحاك … بالقلم الأحمر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

104 سنوات لعصابة المقنعين بالناظور

زلات الوزراء ... "اللسان مافيه عظم"

مقالات ذات صلة