بوهدود ولوديي… الصامتان

تفادى عدد من وزراء حكومة عبد الإله بنكيران، تداعيات تصريحات سياسية قد تثير عليهم الهم والغم في زمن العولمة وإطلاق حرية التعبير المضمونة لكافة المواطنين والتي تصرف عبر المواقع الاجتماعية للتواصل " الفايسبوك" خلافا للسابق، فقرروا أن يخلدوا للصمت، كالأصنام لا يتحدثون في أي اجتماع. وزراء بدون لسان عرف عن هؤلاء الوزراء أنهم في حكومات متعاقبة لم يعقدوا أية ندوة صحافية، ولم يجروا أي حوار، لأنهم كانوا متخوفين من ردود الفعل، إذ كانوا يكتفون فقط بفتح أفواههم عند طبيب الأسنان، فيما آخرون تدربوا على إلقاء خطاب خشبي، لا يحل أي مشكل ولا يتضمن أي إجراء، كي يرتاحوا من أي تفاعل مع رأيهم، لكن مع تطور البلاد في توسيع مجال حرية التعبير والرأي، كان يتوقع أن يزول هذا السلوك المتحفظ من بعض المسؤولين، وينفتحوا لعرض مواقفهم حول كل القضايا التي تثير نقاشا مجتمعيا. والمثير للجدل أن حتى البرلمان بمجلسيه، لا يمارس صلاحيته في مساءلة بعض الوزراء الصامتين، رغم أن بعضهم يتميز بأنه حظي بأطول عنوان في التسمية الحكومية، مثل مامون بوهدود، الوزير المنتدب لدى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، المكلف بالمقاولات الصغرى وإدماج القطاع غير المنظم. بوهدود.. تقتنوقراطي صامت يعتبر الوزير الشاب أنه غير معني بما يجري حوله، ربما لأن عمله في الظل المرتبط بوزير قوي هو عبد الحفيظ العلمي، قد حجبه بالمرة، وقد يكون للعامل التقنوقراطي دور في تكميمه. لكن القضية التي أبرزته بشكل قوي طيلة أسبوع، حينما تم الإعلان عن فشل مخطط إدماج 500 ألف " فراش" بائع متجول، من خلال غضب الملك محمد السادس، على الطريقة التي حضر بها هذا المشروع، الذي ظل مستندا على الطريقة المغربية باقتناء أراض وبناء محلات إسمنتية لن يلجها أحد، كي يستقر فيها البائع الجوال، وليس على الطريقة الغربية بإقامة أسواق متنقلة طيلة أيام الأسبوع، بمزاولة مهنة التجارة الحرة وأداء رسوم لوضع خيم قابلة للتفكك في كل الأحياء بكل المدن. لوديي... كاتم الأسرار يعد أيضا عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، الوزير الأكثر صمتا لحساسية وزارته، كما سابقيه، على الخصوص الراحل عبد الرحمان السباعي، الذي كان يلتمس من الصحافة عدم نشر تفاصيل مداخلته وحجم معلومات تهم أسرار الدولة. لكن لوديي كان أكثر انفتاحا حينما كان يتحدث في لجنة الدفاع بكلا مجلسي البرلمان النواب والمستشارين، أثناء تقديم ميزانيته القطاعية، إذ كانت اللجان مفتوحة في وجه الصحافيين الذين قاموا بتغطية وافية همت أيضا جوابه على احتجاجات قدماء العسكريين الذين كانوا معتقلين كأسرى لدى الجزائر، وعانوا كثيرا ماديا ومعنويا. كما كان لافتا بروز لوديي حينما ناقش بتفصيل القانون الجنائي العسكري الذي صادق عليه البرلمان بغرفتيه بالإجماع، لكنه كالآخرين الصامتين لا يمنح حوارا صحافيا. أحمد الأرقام

بوهدود ولوديي… الصامتان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المؤبد لقاتلي بائع دجاج بتزنيت

اعتقال فتاة في قضية اختطاف طفلة تنغير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات