سجين فوق العادة يربك مستشفى ابن رشد بالبيضاء

دخل نهاية 2010 إلى قسم جراحة وتقويم العظام ويرفض مغادرته إلى اليوم جرب عبد الرزاق العروشي، مدير الموارد البشرية بمستشفى ابن رشد بالبيضاء، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، كل المساطر القانونية لإقناع المسؤولين القضائيين وإدارة الأمن الوطني بترحيل سجين «عالق» بأحد أقسام المستشفى، يرفض، منذ أكثر من ثلاثة أشهر، المغادرة إلى حال سبيله لإخلاء المكان لمرضى آخرين. وقال العروشي، في اتصال بـ"الصباح"، إن الأمر يشكل حالة شاذة لم يعشها المستشفى من قبل، وزاد "لأول مرة نواجه برفض مريض مغادرة قاعة الاستشفاء بعد استيفائه كل شروط العلاج المنصوص عليها في اللوائح الداخلية".الحكاية تعود، حسب المصدر الإداري نفسه، إلى نهاية دجنبر الماضي، حين استقبل الجناح 4 الخاص بجراحة وتقويم العظام معتقلا بتهمة إضرام النار، تعرض، إثره، إلى كسر في رجله اليسرى، وذلك بناء على إرسالية من الوكيل العام للملك الذي طلب من الدائرة الأمنية المعنية إيداع السجين (ع.م) بمركز الاستشفاء وتشديد الحراسة عليه إلى حين تماثله إلى الشفاء والاستماع إليه حول ظروف النازلة وتقديمه عقب ذلك.وأكد العروشي أن الأطر الطبية بالقسم قامت، في هذه الحالة، بما يمليه عليها الواجب الطبي، وقدمت العلاجات الضرورية إلى المعتقل المعني مع ما يقتضيه ذلك من متابعة يومية، إلى حين التأكد من تماثله للشفاء من الكسر، وهو ما يشهد عليه البروفيسور محمد واعراب، رئيس قسم جراحة وتقويم العظام الذي أعد، في 19 يناير الماضي، تقريرا وجهه إلى مدير المستشفى أكد فيه استقبال القسم للسجين المعني، وإجراء الفحوصات اللازمة وتقديم العلاج الضروري في مثل هذه الحالات، وحررت له ورقة الخروج بتاريخ 17 يناير الماضي، "لكنه للأسف رفض أن يمتثل للأمر".وبناء على هذا التقرير الطبي، أجرى مدير الموارد البشرية اتصالات مع المسؤولين القضائيين للتحرك لإرغام السجين على إخلاء المكان، وتحرير القسم من فرق المداومة الأمنية التي تحرسه على امتداد ساعات اليوم (8 عناصر أمن في 24 ساعة)، وكتب العروشي رسالة في الموضوع توصل بها الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالبيضاء يخبره فيها بتماثل السجين (ع.م) للعلاج، مذكرا بطبيعة مصلحة جراحة وتقويم العظام التي تستقبل، يوميا، عددا كبيرا من الحالات الاستعجالية، ما لا يسمح بالاحتفاظ بالمرضى لفترات طويلة خارج ضرورة العلاج والاستشفاء و"إلا من شأن ذلك أن يربك برنامج المصلحة ويؤخر مواعد المرضى الآخرين ويعرضهم لضرر صحي محتم".والتمس العروشي إعطاء التعليمات إلى الدائرة الأمنية المكلفة بملف السجين، قصد العمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لترحيل المريض في أقرب وقت ممكن.وفي الوقت الذي كانت إدارة المستشفى تنتظر رد سريعا على طلبها لملحاحيته، ووجهت بصمت مطبق من طرف المسؤولين القضائيين، فيما لازال السجين يتنقل من سرير إلى سرير ويرهن معه عددا من الممرضين والمعدات والحراسة الأمنية، وكثيرا ما سمعه الموظفون يتحدث في هاتفه المحمول مع والدته يطلب منها إعادة الاتصال "بداك خينا" حتى لا يضطروا إلى ترحيله إلى السجن. يوسف الساكت

سجين فوق العادة يربك مستشفى ابن رشد بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انتحار طبيب في أكادير بجرعة بنج زائدة

إصابة ضابط بالبيضاء أثناء إيقاف متهم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات