“بيجيدي”: كبار المسؤولين يتواطؤون مع الأشباح

النويضي قال إن الحكومة تتعامل مع ملف الفساد بانتقائية و"سكيزوفرينية" اتهم عبد الحق العربي، القيادي في العدالة والتنمية، ومستشار رئيس الحكومة للشؤون الاجتماعية، كبار مسؤولي الإدارة بالتواطؤ مع الموظفين الأشباح بتنبيههم بالعودة إلى أماكن عملهم قبل حلول لجان التفتيش. وقال العربي إن العملية التقليدية السائدة في ضبط الموظفين الأشباح لن تفضي إلى القضاء على هذه الظاهرة بشكل نهائي، والتي وصفها بالمشينة، لأنها مشوبة بالفساد. وأوضح العربي أن عددا من الموظفين الأشباح الذين تحصيهم الحكومة سنويا يتراوح بين ألف موظف وألفين، قبل الشروع في اتخاذ الإجراءات اللازمة في حقهم، عبر توقيف الراتب، والتشطيب على الذي لم يظهر له أثر، لكن هذه العملية، لا يتحقق منها هدف زجر جميع الموظفين الأشباح، لأن عددا من مسؤولي الإدارات ينبهون الموظفين كلما اقتربت عملية إحصاء «الأشباح»، من أجل الحضور إلى مكاتبهم. وأضاف العربي في ندوة رعاها فرع حركة التوحيد والإصلاح بالرباط، نهاية الأسبوع الماضي، حول موضوع «مكافحة الفساد بين مسؤوليات الدولة والمجتمع المدني»، قائلا بالعامية المغربية «غِيرْ كاتجي عملية الإحصاء كايبداو يخبروهم، ارْجع ارجع رَاه بداو كايحصيو»، مضيفا أن «رئيس الإدارة متواطئ، ومدير المدرسة متواطئ». وبهذا الاعتراف يكون مستشار رئيس الحكومة أحرج محمد مبديع، وزير الوظيفة العمومية الذي شن حربا إعلامية على الموظفين الأشباح في الإدارات العمومية لكنه لم يوفق في محاربتهم، إذ يعلن سنويا التشطيب عن 800 موظف. وبعد إقرار عبد الإله بنكيران، خلال جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب مطلع السنة الماضية، بعجز حكومته عن محاربة الفساد كما يريد المغاربة، قائلا «إن الفساد هو الذي يحاربني وهزمني»، خرج سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب «المصباح»، ليؤكد أن محاربة الفساد عملية معقدة جدا وطويلة الأمد. واعتبر العثماني أن محاربة الفساد تقتضي تعبئة مجتمعية للضغط على الجهات المعنية بتفعيل الإجراءات اللازمة، قائلا: «قد لا تكون هناك إرادة حقيقية لمحاربة الفساد، ولكن التعبئة المجتمعية تدفع إلى التغيير، وإلى إغلاق الشقوق الموجودة في التشريعات»، مضيفا أن الفساد يشكل خطرا على الاستقرار والتنمية المستدامة وعلى المسار الديمقراطي. ورفع عبد العزيز النويضي، المحامي بهيأة الرباط من مقام الفساد إلى مرتبة تهديد أمن البلاد، مؤكدا أنه يعد من بين أبرز العناصر المغذية للإرهاب. وأكد النويضي أن احتكار السلطة وعرقلة الديمقراطية ومنع المواطنين من المشاركة السياسية واتخاذ القرار، وغياب التوزيع العادل للثروات هو منبع كل الفساد, مضيفا أن الإرهاب يجد في الفساد مبررا للبروز، في حينِ تجد فيه الأنظمة السلطوية مبررا لاستمرار الاستبداد، إذ تقول لشعوبها سنضع مسألة الديمقراطية في الثلاجة، لنتفرغ لمحاربة الإرهاب. واستخلص النويضي، وجود «سيكيزوفرينيا»، تسم المجهودات المبذولة لمحاربة الفساد، إذ في المغرب توجد حكومات وليس حكومة واحدة، لأن طرفا يدفع إلى الأمام في سد منافذ الفساد، فيما طرف آخر يجر إلى الخلف بالسماح به، يؤكد النويضي، متهما الحكومة بالانتقائية في محاربة الفساد لأنها تجر أشخاصا للمحاكمة «للتغطية على المفسدين الكبار». أحمد الأرقام

“بيجيدي”: كبار المسؤولين يتواطؤون مع الأشباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رفض تعيين كاتب عام اقترحه السكوري

بوسعيد: ليس في الحكومة "سوبرمان"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات