الصرع… حين يختل المخ

يصنفه الطب في خانة التشنجات العصبية والمعتقدات الشعبية تعتبره مسا من الجن جاء في موسوعة «ويكيبيديا» حول مرض الصرع أنه اختلال عصبي داخلي ينتج عن اضطراب الإشارات الكهربائية في خلايا المخ. والخلل القائم في العملية الكهربائية الدماغية ينشأ عن تشكل ما يعرف بالبؤرة الصرعية، والتي تكون مصابة، ومنها تنطلق إشارة البدء وتتعمم على كامل النشاط الكهربائي في الدماغ. والعرض الأساسي الجامع لكل أشكال الصرع هو فقدان الوعي وما قد يرافقه من تشنجات مختلفة وفقا للحالة. وأشهر أنواعه هو الصرع الكلي، حيث تحدث تقلصات يتبعها رجفان شامل لكل عضلات الجسم، وفي الدرجة الثانية يكون الصرع الصغير عند الأطفال عادة، حيث يفقد المصاب وعيه لفترة قصيرة ويستردها بسرعة. في الورقة التالية، شروحات أكثر عن المرض، يقدمها طبيب متخصص، وعرض لحالة مصابة بالصرع منذ سنوات، أفقدها وظيفتها وحرمها الزواج والإنجاب، إضافة إلى تسليط الضوء على المعتقدات الشعبية التي تصنفه في خانة “المس” الذي يصيب الإنسان بفعل الجن والعفاريت. المرض يؤدي إلى الإعاقة الذهنية المتخصص الزوبي قال إن الحالات التي لا يعرف سبب إصابتها أكثر حظا في الشفاء قال منير الزوبي، مختص في أمراض الدماغ والجهاز العصبي، إن عدم علاج الصرع عند الأطفال يؤدي إلى الإصابة بإعاقة ذهنية. وأكد الزوبي، في حوار مع «الصباح»، أن هناك بعض الحالات التي تحتاج التدخل الجراحي للشفاء بشكل نهائي من المرض. التفاصيل في الحوار التالي: < كيف يمكن تعريف الصرع؟ < الصرع أو "إيبليبسي" هو نوع من أمراض الجهاز العصبي، الذي يصاب به الدماغ ويكون عبارة عن تشنجات كهربائية تعطي علامات وأعراضا يمكن أن تكون كلية أو جزئية. وأحيانا يصاحب ذلك تشجنات عضلية أو اضطرابات في الرؤية أو حركات لا إرادية، مثلا المصاب لا يظهر من عينيه سوى البياض أو أنه يدير وجهه إلى جهة واحدة مدة طويلة أو يعض لسانه، كما أنه يتبول لا إراديا. ولابد من التمييز بين مرض الصرع الناتج عن نوبات وتشنجات كهربائية نتيجة مشكل في الدماغ، والحالة التي يكون عليها البعض أحيانا والناتجة عن مشاكل أخرى، منها ارتفاع درجة الحرارة عند الطفل، أو انخفاض نسبة السكر في الدم عمن يستعملون حقن الأنسولين، وكذلك نقص نسبة الملح في الدم. < هل يتطور الصرع ليتحول من جزئي إلى كلي؟ < الصرع في البداية يكون جزئيا ومع تزايد عدد النوبات قد يتحول إلى صرع كلي، سيما إذا لم يتم تشخيصه جيدا وعلاجه على النحو المطلوب. < ما هي الخطوات المعتمدة في تشخيص الصرع؟ < يعتمد التشخيص على إجراء فحص لشبكة الدماغ وخضوع المصاب بالصرع إلى الأشعة والرنين المغناطيسي وتحاليل الدم. < ما هي أسباب الإصابة بالصرع؟ < إن نسبة تتراوح ما بين 40 و60 في المائة من المصابين بنوبات الصرع تؤكد الفحوصات الطبية والأشعة والتحاليل عدم وجود أي سبب في إصابتهم بذلك، وهم بالتالي أكثر حظا في الشفاء، إذ يرتبط الأمر بضغوطات أو ظروف صحية تؤدي إلى إصابتهم بتشنجات دماغية والتي بعد تناولهم الأدوية حوالي عامين يتخلصون منها بشكل تدريجي. وفي مقابل ذلك هناك حالات الصرع ناتجة عن العامل الوراثي، أو حوادث السير، أو أمراض التهاب الدماغ، أو الأورام السرطانية، أو الأورام الحميدة. < في أي سن يمكن أن يصاب الإنسان بالصرع؟ < جميع الفئات العمرية يمكن أن تصاب بالصرع، فالطفل حديث الولادة يصاب به شأنه في ذلك شأن المسن. < هل تشكل النوبات المفاجئة للصرع عائقا أمام حمل المرأة؟ < هناك عدة احتياطات يجب أخذها بالنسبة إلى المرأة المصابة بالصرع عند رغبتها في الحمل، إذ لابد من استشارة الطبيب الذي في حال موافقته على ذلك فإنها تبقى تحت حراسة طبية مستمرة، أما في ما يخص حالات أخرى فإنها تمنع من الحمل بسبب الأدوية المستعملة لأنها تؤدي إلى تشوهات عند الجنين. < هل يؤدي حمل المرأة إلى إصابة الجنين أيضا بالصرع؟ < لا توجد أي دراسات تثبت ذلك. < كيف يتم علاج الصرع؟ حاليا تتوفر في المغرب أدوية على غرار ما يتم استعماله عالميا، لذلك يمكن أن نقول إن المرضى المصابين بالصرع يتم علاجهم تبعا لما حققه الطب في هذا المجال من تطور. ويعتمد علاج الصرع على وصف أدوية لفترة تتراوح ما بين سنتين وثلاث سنوات، بينما هناك حالات تستدعي تناولها مدى الحياة. < هل يتم اللجوء في بعض الحالات إلى العمليات الجراحية؟ < هناك بعض الحالات التي تستدعي التدخل الجراحي الذي يكون الحل الوحيد لشفائها بشكل نهائي، والتي في المغرب يتولى المستشفى الجامعي بكل من الرباط وفاس إجراء أكبر العمليات الجراحية في هذا المجال. < ما هي مضاعفات الصرع في حال عدم علاجه؟ < من أبرز مضاعفات عدم علاج الصرع الإصابة بإعاقة ذهنية عند الأطفال وكسور وغرق وسقوط من أماكن عالية إلى غير ذلك من الأخطار والحوادث نتيجة فقدان الوعي عند الإصابة بنوباته. أنــواعــه < هل توجد أنواع من الصرع؟ < الصرع ينقسم إلى نوعين، وهما الصرع الكلي والجزئي. وفي ما يخص الصرع الكلي فينقسم بدوره كذلك إلى نوعين، وأولهما هو ما يعرف ب "لوغران مال"، الذي تم تغيير اسمه إلى "الصرع الكلي التشنجي"، ويعد أكثر شهرة وليس انتشارا، والذي من أعراضه أن المصاب يسقط ويعض لسانه وتخرج رغوة من فمه تعرف ب"الكشكوشة". وهذه الحالة غالبا ما تثير خوف الآخرين الذين يكونون بالقرب من المصاب، بل إنها مع الأسف تفسر في الثقافة الشعبية أنها مس من الجن، فيقال إن المصاب "طيحوه المسلمين"، والواقع أن الأمر لا علاقة له بذلك لأن الطب أثبت أن الدماغ يعاني اضطرابات كهربائية. أما ثاني أنواع الصرع الكلي فهو ما يطلق عليه اسم "أبسونس" وهو مرض يصيب صاحبه بالغيبوبة نتيجة الصرع فيفقد التواصل مع الآخر ويصاب السهو ولا يستطيع أن يحرك جفنيه، إذ ينظر إلى الزاوية نفسها لأزيد من خمس ثوان وحين يسأل عن الحالة التي كان فيها بعد غيبوبته لا يستطيع تذكر ما حدث له. وفي ما يخص الصرع الجزئي فهو الأكثر انتشارا، وسمي بذلك لأن الاضطرابات الكهربائية تكون في جزء فقط من الدماغ، وأعراضها ترتبط بالخلايا الدماغية التي تحدث بها، إذ في حال تشجنات خلايا دماغية مرتبطة بالسمع فإن المصاب يسمع أصواتا غريبة، وفي ما يخص خلايا البصر فإنه تتخيل له أشياء، كما قد تكون الحركة في جزء فقط من جسده نتيجة تشنجات في خلايا مرتبطة بالحركة. في سطور - مختص في أمراض الدماغ والجهاز العصبي - خريج كلية الطب ببروكسيل - عضو في رابطة أطباء الجهاز العصبي بالقطاع الخاص بالمغرب أجرت الحوار: أمينة كندي

الصرع… حين يختل المخ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نادية وحكاية أليمة مع النوبات

جامعة القوى تتدخل لحل مشكل عصبة فاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات