مديريـة الضرائـب بالبيضـاء…صمـت القبـور

شبابيك مقفلة في التاسعة والربع صباحا ومواطنون يتساءلون عن سبب منعهم من أداء ״لافينييت״ بالإدارة بدت المديرية الجهوية للضرائب بشارع الراشدي بالبيضاء، على غير عادتها في هذه الفترة من السنة، هادئة وتكاد الحركة تكون شبه عديمة على الساعة التاسعة صباحا، اللهم من بعض الموظفين الذين ما زالوا يلتحقون بمقرات عملهم الواحد بعد الآخر. لم يكن الأمر كذلك سنة من قبل، عندما كانت تجند المديرية عددا من موظفيها لاستخلاص الضريبة السنوية على السيارات، إذ تتشكل طوابير من المواطنين منذ الساعات الأولى من الصباح، من أجل الظفر بالأماكن الأولى للتمكن من أداء الضريبة بسرعة والالتحاق بمقرات العمل. لكن كانت مفاجأة بعض الأشخاص الذين قصدوا المديرية كبيرة ، عندما اكتشفوا أن الضريبة لم تعد تؤدى في مصالح المديرية. استياء مواطنين... أبدى الأشخاص الذين قصدوا مقر المديرية الجهوية للضرائب استياءهم عندما أخبرهم عون الحراسة أن الضريبة السنوية للسيارات «لافينييت» لم تعد تؤدى بشبابيك المديرية وعليهم أداؤها في الوكالات البنكية أو لدى المحلات المخولة لهذا الغرض. تمكنا من تجاوز الحارس من أجل التأكد من الخبر لدى المسؤولين بالمديرية، فقصدنا الطابق الأول فلم نجد أي اجل، إذ أن الشبابيك التي يشير ملصق إلى أنها تفتتح من الساعة الثامنة والنصف صباحا إلى الثالثة بعد الزوال، ما تزال مقفلة، رغم أن الساعة كانت تشير حينها إلى التاسعة و 15 دقيقة. لا يوجد أي أثر للموظفين المكلفين باستخلاص الواجبات، رغم أن بضعة مواطنين يرابضون في المكان في انتظار أن تفتح الشبابيك أبوابها. صب مالك إحدى وكالات كراء السيارات جام غضبه على عون الحراسة، وهو يدري جيدا أن لا يد له في الأمر، لكنه لم يجد مسؤولا يمكن أن يستفسره حول الأمر، خاصة أن الملصق الذي يوجد عند مدخل المقر لا يتضمن أي صيغة تفيد بأن مصالح مديرية الضرائب لم تعد تحصل «لافينييت»، بل يكتفي بالإشارة إلى أنه أصبح بالإمكان أداؤها لدى وكالات البنوك، والمواقع الإلكترونية، والشبابيك الأوتوماتيكية والمواقع الإلكترونية لشركات خدمات الدفع. وعندما أوضح صاحب الوكالة لعون الحراسة أن الملصق لا يفيد أنه لم يعد مقبولا أداء الضريبة بالمديرية، اكتفى الرجل بإشارة تفيد أنه عبد مأمور فقط. لكن بعد أن حاولنا المغادرة طلب منا الرجوع ليشير إلينا بالتوجه إلى أحد المكاتب حيث يوجد أحد الموظفين، لم يكشف عن صفته، الذي دعانا إلى الجلوس بمكتبه وشرع في توضيح الأمر، مؤكدا، في الوقت ذاته، أنه يتحدث بصفته الشخصية وليست الإدارية، إذ ليست له علاقة بتحصيل الضريبة السنوية على السيارات. وأفاد أن صدور القرار بتفويض تحصيل «لافينييت» للوكالات البنكية وعدد من الشركاء الآخرين في قانون المالية للسنة الجارية كان الهدف من ورائه تخفيف الضغط على مصالح مديرية الضرائب، التي كانت تعبئ ما لا يقل عن 500 موظف من أجل هذا الغرض، ما ينعكس بشكل سلبي على أداء الإدارة، إذ أن مهمة تحصيل «لافينييت» يشغل هؤلاء الموظفين عن أداء مهامهم الأصلية، ما يؤدي إلى تعطيل مصالح عدد من المتعاملين مع الإدارة. ولا يمكن، حسب المتحدث، استمرار الإدارة في تحصيل الضريبة بعد تفويض هذه الخدمة، وإلا فما الجدوى من ذلك. الوسائل البديلة هي الحل خلال هذه السنة، تقرر أن تواصل ثلاث إدارات تحصيل ضريبة السيارات ويتعلق الأمر بقباضة سيدي بليوط، والمديرية الإقليمية للضرائب بالحي الحسني، والمديرية الإقليمية بابن مسيك. لكن العديد من الأشخاص الذين قصدوا المديرية الجهوية أكدوا أنهم قصدوا هذه الإدارة لكنها رفضت تسلم مبلغ الضريبة منهم مشيرة عليهم باللجوء إلى الوكالات البنكية أو الوسائل الأخرى المتاحة للأداء.لم يجد قاصدو المديرية الجهوية بدا من الرجوع من حيث أتوا والبحث عن سبيل لأداء الضريبة السنوية على السيارات عبر الوسائل البديلة التي جاء بها قانون المالية للسنة الجارية. ظل الموظفون يلتحقون بمقرات عملهم رغم أن الساعة كانت تشير حينها إلى التاسعة و 20 دقيقة صباحا، ويبدو أنهم اعتادوا الالتحاق بالإدارة في هذا التوقيت، إذ يمشون مطمئنين قاصدين مكاتبهم. ويظل عون الحراسة الشخص الوحيد الذي يتحمل انتقادات المواطنين، التي لا تخلو من نبرات حادة في بعض الأحيان، وكأنه هو الذي أصدر القرار، ولا يجد بدا من تطييب الخواطر وإرشاد المحتجين إلى الأماكن البديلة التي يمكن أداء الضرائب بها. وإذا كان المواطنون عبروا عن سخطهم واستيائهم من القرار، خاصة أنه لم يترك لهم الخيار، فإن موظفي المديرية الجهوية، على العكس من ذلك، يثمنون الإجراء، لأنه مكن من تخفيف الضغط عليهم، إذ أن طوابير المنتظرين تبدأ منذ الساعة السابعة والنصف، ما يحتم على الموظفين احترام مواعد الدخول إلى الإدارة بشكل دقيق مخافة إثارة سخط الأشخاص الذين ينتظرون أداء ضريبة سياراتهم. ومع إلغاء هذه المهمة لم يعد ما يكرههم على التقيد بشكل مضبوط بمواقيت العمل، والدليل أن الشبابيك ظلت مقفلة حتى تجاوزت عقاريب الساعة الثامنة صباحا، علما أنه إذا كان الجالسون خلفها لا يدققون بشكل مضبوط في مواعد الدخول، فإنهم، على العكس من ذلك، يكونون أكثر انضباطا لمواعد الإقفال، ولله في خلقه شؤون.عبد الواحد كنفاوي

مديريـة الضرائـب بالبيضـاء…صمـت القبـور

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

100 ألف أسرة دون ماء وكهرباء وواد حار

وفاة مريض أمام مكتب "بروفيسور" بابن رشد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات