الجودة آخر الانشغالات

مهنيون أكدوا ارتباط حالات الخطأ والإهمال الطبيين بضعف أطقم التمريض والقانون يعزز المراقبة بـ"المدير الطبي" لطالما استحوذت الجودة في العلاج على اهتمام المرضى، الذين أصبحوا مع مرور الزمن متطلبين بخصوص ما يقدم إليهم من خدمات طبية، خصوصا مع ارتفاع عدد ضحايا الأخطاء والإهمال الطبيين، إذ لا يكاد يمر أسبوع دون تسجيل حالة أو اثنتين في نقط الاستشفاء الموجودة في المملكة، الأمر الذي يؤكد أهمية عنصر الجودة في ترجيح كفة فضاء علاج عن آخر، تحديدا بالنسبة إلى المصحات الخاصة التي بلغت ذروة التنافسية مع المستشفيات العمومية، وبين بعضها البعض. «الحديث عن جودة العلاج ذو شجون»، يؤكد طبيب متخصص في الإنعاش بإحدى المصحات الخاصة بالبيضاء، موضحا أن المصحات الخاصة لم تكن يوما في منأى عن الأخطاء الطبية و»فضائح» الإهمال، مشيرا إلى أن رداءة التجهيزات التي تتعلل بها المستشفيات العمومية، لدفع المسؤولية عنها في حالة الخطأ الطبي، لا تعتبر عذرا بالنسبة إلى المصحات، التي تتوفر على أحدث الآليات والأجهزة الطبية، ليظل الخلل مرتبطا بالعنصر البشري، الذي يفتقد غالبا للخبرة اللازمة، ما تترتب عنه أخطاء وحالات إهمال يؤدي المريض ثمنها. ويوضح الطبيب، الذي طلب عدم كشف هويته، وجود خصاص كبير لدى المصحات الخاصة على مستوى أطقم التمريض، وهو الأمر الذي يعتبره خللا يؤثر سلبا على جودة العلاج، إذ تستعين أغلب المصحات الخاصة بالخريجين الجدد، الذين يفتقدون للخبرة اللازمة لضمان شروط العلاج في أحسن الظروف، موضحا أن هذا الواقع تسبب في مجموعة من الأخطاء الطبية، نتيجة الإهمال وضعف الخبرة والتكوين، مشيرا إلى أن المصحات الخاصة المرموقة أو «مصحات خمسة نجوم»، تركز على تعزيز مواردها البشرية بالكفاءات اللازمة، سواء من داخل المغرب أوخارجه، وهو ما يفسر غلاء أسعار الخدمات التي تعرضها. وفي هذا الشأن، استحدث القانون 13. 131، المتعلق بمزاولة مهنة الطب، تحديدا المادة 79 منه، منصب المدير الطبي للمصحة، الذي تتضمن مهامه، السهر باستمرار على النظافة والسلامة الصحية بالمصحة، ومراقبة جودة الخدمات المتعلقة بالاستقبال والإيواء، وكذا التأكد من جودة العلاجات المقدمة من قبل أطر التمريض، وباقي الأطر شبه الطبية التي تزاول بالمؤسسة، إلى جانب الحرص على توفير الأدوية والدم، وكذا صيانة المستلزمات الطبية الموجودة في المصحة. وشهدت الفترة الماضية، إغلاق وزارة الصحة لعدد مهم من المصحات بناء على تقارير للجان المراقبة، رصدت عددا من التجاوزات، التي لم يتم تصحيحها أو معالجتها. يتعلق الأمر على سبيل المثال، بعدم توفر المولدات الكهربائية الاحتياطية ببعض المصحات، على نظام يمكنها من الاشتغال أوتوماتيكيا، مباشرة بعد أي انقطاع مباغت للتيار الكهربائي، أو أن هذه المولدات وضعت خارج الجناح التقني الطبي، خلافا لما ينص عليه القانون، وهناك مصحات أخرى لا تتوفر سوى على قنينة أوكسجين واحدة مملوءة، في حين أن قنينة الاحتياط، إما فارغة أو غير موجودة. كما تفتقر بعض المصحات للتجهيزات المخصصة لجمع الإبر المستعملة، إذ تقتصر بعض المؤسسات على وضعها في قنينات بلاستيكية مخصصة لتعبئة ماء المائدة، وهناك العديد من الحالات التي تضمنتها تقارير اللجان التفتيشية، تشير إلى غياب أبسط الشروط الضرورية لممارسة مهنة التطبيب. وفي ظل غياب أي معايير لتصنيف المصحات الخاصة والعمومية ضمن الإطار التشريعي المذكور، وضع تصنيف «رانكينغ ويب أو هوسبيتالز»، مصحتين ضمن خمس أفضل مستشفيات مغربية برسم السنة الماضية. يتعلق الأمر تحديدا بمصحتي أطلس وأكدال، علما أن المادتين 88 و89 من القانون المتعلق بمزاولة مهنة الطب، تفرض خضوع المصحة لزيارة افتحاص على الأقل مرة كل ثلاث سنوات. كما تخضع هذه المصحات كلما دعت الضرورة لعمليات تفتيش مرة واحدة في السنة على الأقل، دون إشعار سابق. بدر الدين عتيقي

الجودة آخر الانشغالات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تجارة المرض تؤجل الأحلام "الوردية"

"الكلينيكات"... "التبزنيس" في الصحة

مقالات ذات صلة