تجارة المرض تؤجل الأحلام “الوردية”

وزير الصحة يرضخ لمنطق الربح والخسارة في حساب الحق قي الحياة كشفت صراعات الحسين الوردي، وزير الصحة، ومهنيي القطاع، أن هناك أشياء أخرى تحرك المواجهات غير الدفاع عن الرسالة الإنسانية لأصحاب البذل البيضاء، بدءا من الممرضين ومرورا بالأطباء المقيمين والداخليين والصيادلة، وصولا إلى أساتذة الطب المبرزين. وفي كل مرة كان الوزير يبدأ مرافعة من المرافعات، التي مكنته من الحصول على الرتبة الثانية في سلم الشعبية بعد رئيس الحكومة، إلا وأنهاها لصالحه باستعمال سلاح الكشف عن شباك الصيد غير المشروع في مجال يفترض أنه لا يتسع لغير الملائكة، ولم يسلم من فخاخ الوزير حتى المتخرجون الجدد الذين رفضوا التعيين في المناطق النائية التي لا توجد فيها مصحات خاصة، يمكن أن توفر لهم موارد مالية إضافية يكبر حجمها كلما كان التعيين في محور مصحات خمسة نجوم بين القنيطرة ومراكش مرورا بالبيضاء التي يتهافت عليها الجميع، إذ أسر الوزير لأحد مقربيه أن المصحات الخاصة تشتغل في الغالب بأطباء القطاع العام بمنطق السوق السوداء، وأن أغلب العاملين بهذه الطريقة هم الخريجون الجدد. ورغم وجود إجماع بين المغاربة على أن أطباءهم أصبحوا ماديين أكثر من اللازم، وأن المهنة الإنسانية أصبحت عند الكثيرين تجارة، فقد أصر أغلبهم على مواصلة مقاومة الأحلام "الوردية" في إقرار الحق في حياة، وانتصرت المصحات الخاصة على المستشفيات، وتقدم أصحاب المشاريع الخاصة على الأوفياء للعمل مع الدولة، إذ لم يجد الوردي بدا من الموافقة على قرار مشترك بين وزارته، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، والهيأة الوطنية للطبيبات والأطباء، والنقابة الوطنية للتعليم العالي، يسمح لأساتذة التعليم العالي والأساتذة المبرزين بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بالعمل نصفي يومين بعد الزوال في الأسبوع في المصحات الخاصة، شريطة ألا تتعارض الممارسة مع استمرارية الخدمات الصحية والتكوينية. اضطرت الحكومة إلى الرضوخ للمصالح الخاصة في مسعاها للنهوض بالصحة العامة، ومع ذلك لم تفلح في إقناع أصحاب المصحات بالمساهمة في ترقيع الخريطة الطبية، إذ كشف البروفيسور الوردي معطيات خطيرة بخصوص توزيع أطباء القطاع العام عبر مختلف مدن المملكة، وأوضحت أرقامه أن ما يقارب نصف العدد الإجمالي لهؤلاء الأطباء يرفضون التعيين في القرى والمدن الصغيرة البعيدة عن محور القنيطرة البيضاء، وأن ما يناهز 45 في المائة من الأطباء يتمركزون في محور الرباط -البيضاء-القنيطرة، فيما لا يتجاوز عددهم بالعالم القروي الـ 24 في المائة. ولم يقف أصحاب المصحات عند حدود الدفاع عن مصالحهم بل استشاطوا غضبا لكسر احتكارهم الاستثمار في المجال، بذريعة منع دخول أصحاب "الشكارة" لمهنتهم "النبيلة"، رافضين مشروع القانون الذي يفتح الباب أمام المستثمرين حتى وإن لم يكونوا أطباء، على اعتبار أن "مشروع" المصحة يجب أن يبقى حكرا على الأطباء وحدهم، وعبثا يحاول الوزير إقناعهم بأن الهدف هو الرفع من جودة الخدمة المقدمة في المصحات تنزيلا لحق المواطنين في الصحة، مسجلا أن الذي يريد خدمة المواطن عليه ارتداء وزرته والاتجاه لعمله بدل الإضرابات المستمرة. ياسين قُطيب

تجارة المرض تؤجل الأحلام “الوردية”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الوردي والمصحات... الحرب غير المقدسة

الجودة آخر الانشغالات

مقالات ذات صلة