أحالت عناصر الشرطة القضائية ببني ملال، على وكيل الملك، منتصف الأسبوع الماضي، مشتبها فيه بالنصب والاحتيال والابتزاز وخيانة الأمانة بعد إيقافه داخل وكالة بنكية، إثر صدور مذكرة بحث في حقه، وقررت النيابة العامة وضعه رهن الحراسة النظرية لتعميق البحث في ما نسب إليه في انتظار عقد أولى جلسات محاكمته.وتشبثت الضحية (نبيلة بقاشة) التي نشرت صورها خطأ في مجلة بريطانية (الدايلي مايل) باعتبارها انتحارية باريس، بمتابعة المشتبه فيه إثر تقديمها شكاية إلى وكيل الملك ببني ملال، تؤكد فيها تعرضها للنصب والاحتيال وخيانة الأمانة.واستمع نائب وكيل الملك ببني ملال للمشتبه فيه في إطار التحقيق الأولي الجمعة الماضي، لتتقرر إعادته إلى السجن الاحتياطي في انتظار مواجهته بالمنسوب إليه، سيما أنه مازال مترددا في إعادة الأموال إلى الضحية التي حولت مبلغا ماليا مهما (350 مليون سنتيم) لحسابه الخاص، في انتظار فتح حسابها البنكي بعد أن تسلمت المبلغ في إطار تسوية ودية بينها وبين جريدة بريطانية، كانت نشرت صور الضحية على صفحات الجريدة معتقدة أنها (حسناء آيت بولحسن) انتحارية باريس، التي فجرت نفسها خلال مداهمة الأمن الفرنسي إحدى الشقق بضاحية سان دوني بفرنسا، قبل أن يكتشف العالم خطأ الجريدة التي كفرت عن نفسها بتقديم تعويض مالي للضحية وتقديم اعتذار كتابي في الجريدة.وأفادت نبيلة بقاش ل"الصباح"، أنها راحت ضحية خدعة رتب فصولها بإحكام صديقها (ي.ب) الذي كانت تكن له الاحترام والتقدير بحكم ظروف العمل والصداقة التي تجمعهما، وتوطدت علاقتهما عندما كانت تشتغل منسقة في برنامج للسلامة الطرقية، ولم تكن تعتقد أنها ستعيش فصولا من المعاناة التي كابدتها طيلة الأسابيع الأخيرة، بعد أن قرر صديقها خيانة الأمانة باستحواذه على المبلغ المالي الذي وضعته مؤقتا باتفاق معه في حسابه البنكي.وقالت نبيلة إن انخراط صديقها (ي.ب) في العمل الجمعوي والحقوقي وشغله منصب الكاتب العام لجمعية حقوقية إقليميا، زادا من ثقتها فيه بعد أظهر حسن نية ودماثة خلق،عندما تقاطرت عليها وسائل الإعلام الدولية المرئية والمسموعة إثر نشر صورتها على أنها انتحارية باريس، وكان ينظم لقاءاتها مع مبعوثي وسائل الإعلام الدولية، ويقدم لها كل الدعم من أجل تجاوز محنتها التي غيرت حياتها وأثرت على نفسية طفلتيها الصغيرتين وأسرتها.وأضافت نبيلة، أن الاتفاق الذي وقعته مع الجريدة اللندنية التي قدمت اعتذارا كتابيا أكدت فيه وقوعها في خطإ مهني مقابل تسوية مالية لجبر الضرر الذي لحقها وتقديمها مبلغ 36 ألف أورو، كان بحضور المشتبه فيه الذي رافقها في كل أطوار الملف، وحضر جلسة التوقيع التي جرت في مكتب الموثق بحضور ممثلي الجريدة ومحام انتدبته للدفاع عنها. وعند تسطير بنود الاتفاق بينها وبين ممثلي الجريدة، حدث أمر، تقول نبيلة "لم أعطه أهمية بعد أن تبين أني لا أتوفر على حساب بنكي لإيداع مبلغ التعويض الذي قررت الشركة منحه لي، آنذاك تفضل صديقي باقتراح رقم حسابه البنكي في انتظار فتح حسابي الجديد في أقرب الآجال، بعدها سأتوصل بالمبلغ كاملا، ووقعنا نحن الأطراف الثلاثة المجتمعة، على العقد دون أن يخامرني أدنى شك في ما سيحدث لي من مواجع وآلام كنت في غنى عنها".وبعد مرور أيام عدة، كانت تلتقي فيها بصديقها بشكل عاد لم تتبين فيها أي تغيير يظهر على سلوكه، لكن فوجئت بمراوغته بعد أن توصل بالمبلغ كاملا، وبدأ يتحكم في الضحية بمنحها أقساطا قليلة مبديا إصراره على التمسك بالمبلغ ما أثار شكوكها وبالتالي ألحت في طلبها مع ضرورة الحصول على المبلغ المالي كاملا.سعيد فالق (بني ملال)