حاولوا اقتحام البرلمان والاعتصام بسكة الطرامواي عاد العاطلون المكفوفون إلى الشارع من جديد، بعدما اقتصرت نضالاتهم في الآونة الأخيرة على المشاركة في مسيرات ينظمها غيرهم من النقابيين أو العاطلين من مختلف التنسيقيات، إذ شهد شارع محمد الخامس بالرباط، الثلاثاء الماضي حالة من الفوضى العارمة، عجلت بإنزال أمني كثيف عمد خلاله رجال الأمن بمختلف تلاوينهم، إلى إنهاء احتجاج العاطلين متفادين اللجوء إلى تفريقهم باستعمال القوة.واختار عشرات العاطلين المكفوفين انطلاق جلسة الأسئلة الشفوية بالبرلمان، زوال أول أمس، لينظموا مسيرتهم صوب مقر البرلمان، وسط شعارات منددة بسياسة حكومة بنكيران "الإقصائية"، وبما اعتبروه تملصا لوزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، الوصية عليهم، لمعالجة ملفهم المطلبي والاستجابة إلى مطالبهم التي عكسها شعارهم: "لا بديل عن الإدماج المباشر". وبمجرد أن بلغوا محيط البوابة الخلفية لمقر مجلس النواب، دقائق قليلة بعد انطلاق الجلسة، نظم العاطلون من ذوي الاحتياجات الخاصة حلقية، استعرض خلالها أحد المنتمين إلى التنسيقية الوطنية للمكفوفين، أسباب اختيارهم الاحتجاج هذه المرة أمام مبنى البرلمان، الذي وصفه ب"المؤسسة الصماء والعمياء، التي تجمع إعاقات المجتمع كلها"، وطالبوا بحضور رئيس الحكومة، أو الوزيرة الوصية عليهم، بسيمة الحقاوي، قبل أن ينتقلوا إلى مطالبة فرق البرلمان أغلبية ومعارضة بملاقاتهم، للوقوف على حجم المعاناة التي يتجرعونها يوميا بحثا عن عيش كريم، قوامه، منصب شغل قار بأحد أسلاك الوظيفة العمومية "يجيو يشوفنا دابا نيت، ماشي الواحد يجي يهضر من داخل البرلمان ويقول أنا داير للمكفوفين والمعاقين"، ليردد المحتجون بصوت موحد "يا نواب الأمة أش تاديرو تما؟" و"زيرو الحكومة" و"زيرو البرلمان"، ويحاولوا اقتحام بوابة البرلمان، محاولين اجتياز الحاجز البشري الذي شكله رجال الأمن الذين حجوابالعشرات بدورهم إلى مبنى البرلمان، وطوقوا المكفوفين الذين بمجرد أن أدركوا وجود رجال الأمن حتى صدحوا بشعاراتهم الاحتجاجية منددين ثارة "رديتو البرلمان ثكنة عسكرية، وخرجتو على البلاد ووزعتو الميزانية"، ومطالبين ثارة أخرى برحيل بنكيران ووزراء حكومته، قبل أن يعودوا للمطالبة بتحكيم ملكي ينصفهم ويحقق مطالبهم، مرددين "يا صاحب الجلالة أجي تشوف هاد الحالة".ولم يمنع ثني المكفوفين عن اقتحام مبنى البرلمان من مواصلة، "برنامجهم" الاحتجاجي لأول أمـــــــــــــــــــس، إذ توجهــوا بعدها إلى قبالـــة محطة القطــار، وقــرروا الاعتصام على سكة "الطرامواي"، بالقرب منها، قبل أن تنجح عناصر الأمن في "إزاحتهم" من السكة.هجر المغلي