“بونانـي” طنجـة مـر بسـلام

تنفست مختلف الفرق الأمنية بطنجة الصعداء، بعد أن لفظت كل الفنادق والعلب الليلية زبناءها المخمورين من الرجال والنساء، وخفت حركة السير والجولان بأهم شوارع المدينة، إعلانا عن انتهاء ليلة مرهقة انتهت بشكل عاد وبدون تسجيل أي حوادث تذكر. فإذا كانت احتفالات رأس السنة الميلادية عرفت خلال الأعوام الماضية بمدينة البوغاز حوادث خطيرة وأعمال شغب مختلفة، فإن احتفالات هذه السنة لم تسجل أي أحداث يمكن أن تعار لها أهمية كبيرة، إذ مرت الأجواء في ظروف وصفتها المصالح الأمنية بـ "الاستثنائية"، نتيجة التأهب الأمني غير المسبوق، والانتشار الكبير للدوريات الأمنية بكل الشوارع والنقط الحساسة بالمدينة. وأكدت كل المعطيات المتوفرة، أن ليلة رأس السنة الميلادية بالميتروبول الاقتصادي الثاني بالمغرب، كانت من حيث الجرائم أقل عددا ونوعا مقارنة مع السنة الماضية وما قبلها، إذ باستثناء حالات محسوبة وعادية، لم تسجل بالمدينة أي حوادث من شأنها تعكير صفو المحتفلين، وهو ما خلق جوا من الأمان والسلامة، وجعل الليلة تمر في ظروف تفاجأت لها المصالح الأمنية نفسها.وذكر مولود أوخويا، والي أمن طنجة، أن الاحتفالات برأس السنة الميلادية مرت في ظروف "هادئة وسلسة"، مبرزا أن حالات السرقة واعتراض السبيل والاعتداء على المواطنين كانت شبه غائبة بسبب التشدد في المراقبة واتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية والتعزيزات الأمنية، التي تم الشروع فيها منذ بداية الأسبوع الماضي، واستمرت إلى الساعات الأولى من بداية السنة الجديدة، مبرزا أن عدد الموقوفين لم يتعد 24 شخصا، وجلهم تم إيقافهم من أجل استهلاك المخدرات والسكر البين.أما بخصوص حوادث السير، فأكد المسؤول الأمني أنها كانت بسيطة وبدون أضرار كبيرة، وقعت جلها بسبب الاكتظاظ الذي عرفته شوارع المدينة وقت الذروة، مشيرا في الوقت نفسه إلى السدود ودوريات رجال المرور التي قامت بمراقبة عدد كبير من السيارة للتأكد من هويات أصحابها وسلامة الوثائق الخاصة بهم، وكذا إخضاعهم لمراقبة ضباط الشرطة القضائية بخصوص حالات السكر والقيادة في حالته.من جهتها، قالت مصادر طبية إن الحالات التي وصلت إلى مستعجلات مستشفى محمد الخامس كانت في حدود النسب العادية للأيام الأخرى، موضحة أن جل الإصابات كانت بعيدة عن أماكن الاحتفال، وأغلبها إصابات ناتجة عن تبادل الضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض.وعاينت «الصباح»، عملية تجمع الفرق الأمنية بمختلف تلويناتها بمقر ولاية الأمن، وذلك قبل أن تأخذ عناصر شرطة المرور مكانها في المدارات الطرقية وفي كل النقط التي تعرف عادة عرقلة في حركة السير والجولان، فيما امتطى الصقور دراجاتهم النارية وتفرقوا في كل الفضاءات التي كلفوا بتمشيطها، بينما توزع عدد من رجال الشرطة القضائية والاستعلامات في مجموعات وخرجوا للميدان للوقوف على المخالفات والاعتداءات المحتملة، تاركين مأمورية التتبع لبعض زملائهم في الطابق الثاني لولاية الأمن وآخرين في دوائرهم الأمنية، بالإضافة إلى عشرات السيارات التابعة للقوات المساعدة التي انتشرت في محيط المدينة مع ساعات الليل الأولى، مما جعل المدينة تعيش حالة استنفار أمني ملحوظ، وقد بدا ذلك واضحا من خلال الأضواء الحمراء والخضراء المنبعثة من سيارات الشرطة، التي كانت تجوب شوارع المدينة بدون انقطاع، خاصة على طول شارع محمد الخامس «البولفار» وبمحيط القنصليتين الفرنسية والإسبانية، وكذا قرب الفنادق المصنفة. وحرص عدد كبير من سكان طنجة، على ولوج منازلهم مبكرا خلال هذه الليلة، واكتفوا بمتابعة البرامج التلفزيونية والفنية، لأنهم يعلمون بأن الكائنات الليلية ستحتل شوارع المدينة، فيما حرصت عشرات المومسات، سواء المنتميات إلى الدرجة الأولى أو غير المصنفات، على الاحتفال بقدوم السنة الجديدة، دون الاكتراث بتهديدات "داعش" أو بما يسمونهم "أصحاب الحال"، على أمل أن يطردن نحس السنة الماضية، التي عرفت قبل نهايتها هدم جل الملاهي الليلية الواقعة على "الكورنيش"، وهو ما تسبب في حرمان أغلبهن من مصروفهن اليومي، وجعل الفنادق والمحلات الأخرى تستغل الوضع لتضاعف من أثمنتها ثلاث مرات أو أكثر، وتضيف فيالق من "الفيدورات" لتنظيم حركة الدخول والرمي بكل من خالف النظام المعتمد أو ظهرت عليه علامات السكر البين.ورغم برودة الطقس، شهدت كل الفنادق الكبرى والعلب الليلية سهرات صاخبة امتدت للساعات الأولى من صباح أمس، وشارك فيها عدد كبير من الفنانين الأجانب ونجوم الأغنية المغربية، فضلا عن الاستعانة بعدد من الفرق الشعبية، التي ساهمت في إحياء تلك الاحتفالات، وحققت بمساهمتها أرقاما قياسية في حجوزات الموائد، إذ اضطرت بعض الفنادق إلى رفع شعار "كامل العدد".المختار الرمشي (طنجة)

“بونانـي” طنجـة مـر بسـلام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحموشي يحرك "SGIA" لتأمين الاحتفالات

خمسيني يضرم النار في صيدلية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات