توصل رجال السلطة "كبار"، أخيرا، ضمنهم كتاب عامون لولايات وعمالات وباشوات ورؤساء الشؤون العامة، برسائل رسمية تحمل توقيع محمد حصاد، تطلب منهم مغادرة مناصبهم، تزامنا مع تاريخ إحالتهم على التقاعد، وهو الأمر الذي أغضب العديد منهم، خصوصا الذين كانوا يمنون النفس بالحصول على تأشيرة التمديد.مقابل ذلك، لم يحرص وزير الداخلية على تطبيق القانون مع الجميع، إذ تعامل بانتقائية مع مسؤولين آخرين في الإدارة الترابية، حيث سارع إلى التمديد لهم، رغم تجاوزهم سن التقاعد بشهور، وأشر لهم على الاستمرار في تحمل المسؤولية قبل انصراف آجال السنة الحالية، وأبرزهم محمد بلهدفة، عامل تاونات الذي عرف ملف تدبير أراضي الجموع على مستوى الإدارة المركزية في عهده مشاكل كبرى، ما زال خلفه يعالجها ببطء شديد. كما تم التمديد لمحمد الدردوري، العائد في سابقة من نوعها إلى تولي مسؤولية جهة بني ملال خنيفرة التي سبق أن قادها في فترة سابقة. واستفاد محمد مهيدية، والي الجهة الشرقية من تمديد إضافي، من أجل السهر على إتمام المشاريع التأهيلية الكبرى لمدينة وجدة. كما استفاد محمد صبري، عامل قلعة السراغنة من تمديد مكرر بعدما سبق أن استفاد منه في مرحلة سابقة. ولم يستفد عمال آخرون من "المغضوب عليهم" من التمديد، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن نهايتهم المهنية في التعيينات المرتقبة في صفوف العمال التي كانت من المتوقع أن تجري تزامنا مع حركة التعيينات التي شملت ولاة الجهات الجديدة، بيد أن اعتراض جهات عليا على خمسة أسماء وردت في مشروع لائحة العمال المقترحين أرجأ الأمر إلى وقت لاحق. ومن ضمن الكتاب العامين الذين توصلوا رسميا من الإدارة المركزية للوزارة، بإشعار مغادرتهم لمناصبهم بسبب وصولهم سن التقاعد، الكاتب العام لعمالة ابن مسيك، والكاتب العام لعمالة ابن سليمان، فيما تنفس الكاتب العام لعمالة الحسيمة الذي وصل بدوره سن التقاعد، الصعداء، عندما لم يتوصل إلى حدود نهاية هذا الشهر بأي مراسلة من الداخلية تطلب منه المغادرة. ويعود سبب ذلك، وفق مصادر مقربة منه، إلى حصوله على تفويض تسيير وإدارة شؤون عمالة الحسيمة التي مازال منصب العامل فيها شاغرا، منذ بدء العمل بالتقسيم الجهوي الجديد للولايات، وتعيين محمد اليعقوبي، واليا على جهة طنجة تطوان الحسيمة. وتستعد وزارة الداخلية لإجراء حركة تعيينات واسعة في صفوف الكتاب العامين والباشوات لملء الفراغ الذي سيتركه المحالون على التقاعد، بيد أن مصدرا مقربا من صناع القرار في الداخلية، توقع أن تسبق ذلك، حركة تعيينات جديدة في صفوف العمال مع مطلع السنة الجارية، سيما أن الساهرين على لائحة اختيار العمال الجدد، درسوا السير الذاتية لبعض الكتاب العامين، على خلفية ترقيتهم إلى منصب عامل، يوجد ضمنهم الكاتب العام لعمالة الرشيدية والكاتب العام لعمالة الخميسات، والكاتب العام لعمالة جرسيف، والكاتب العام لولاية طنجة تطوان الحسيمة والكاتب العام لعمالة تاوريرت الذي يدير شؤون هذه العمالة منذ معاقبة عاملها بسبب مساندته لمستشار جماعي من حزب "بيجيدي" الذي وفر له الحماية عن طريق موكب رسمي من الدرك والقوات المساعدة في الانتخابات الماضية. ومن التناقضات الكبرى التي مازالت وزارة الداخلية تعيشها، هي احتفاظها بواليين في منصبهما، رغم تعيين ولاة جدد على الجهات 12، وهما الوالي عبدالفتاح البيجيوي في أسفي الذي تربطه مصاهرة مع أحد المسؤولين الخليجيين الكبار، ومحمد قادري، الوالي السابق لجهة مكناس تافيلالت الذي مازال يمارس مهامه رغم تعيين محمد زنيبر، واليا على جهة فاس مكناس.عبد الله الكوزي