ثلاثة قياديين بارزين على رأس المنسحبين أسفرت مساعي الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي، نحو دفع عدد من القيادات الاتحادية الناشطة نقابيا في المنظمة الديمقراطية للشغل إلى توطيد الرابطة بين التنظيمين والالتزام بتصريف الخط السياسي للحزب عبر المنظمة، إلى نتائج عكسية، بإعلان 30 نقابيا أعضاء اللجنة الإدارية للاتحاد، قطع صلتهم نهائيا بالتنظيم، والالتحاق بالأصالة والمعاصرة، وتعزيز 15 آخرين صفوف التيارات المعارضة للكاتب الأول الحالي للاتحاد.ويوجد على رأس المنسحبين الجدد، حسب مصادر مطلعة لـ"الصباح"، ثلاثة قياديين بارزين في الاتحاد الاشتراكي ويعدون الحكام الفعليين للمنظمة الديمقراطية للشغل، وهم علي لطفي، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل، وعدي بوعرفة ومحمد النحيلي، عضوا المكتب التنفيذي للمنظمة، والكاتبان العامان، على التوالي، لنقابتي المنظمة الفرعيتين في قطاعي الصحة، والجماعات المحلية.وأكدت مصادر مطلعة لـ"الصباح"، أنه باستقالة الأعضاء الثلاثون، وكسب بعضهم صفة أعضاء فاعلين في المؤتمر الاستثنائي للأصالة والمعاصرة، المرتقب في يناير المقبل، تكون خسارة الاتحاد الاشتراكي، على المستوى النقابي، متفاقمة جدا، إذ انضاف فقدانه لامتداده داخل المنظمة الديمقراطية، إلى تراجع تأثير الفدرالية الديمقراطية للشغل، وخروجها من دائرة المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية، وفقدانها لفريقها في مجلس المستشارين، بسبب الصراع الذي فجرته الكتابة الأولى للحزب، داخلها، بين جناحي عبد الحميد الفاتحي، وعبد الرحمان العزوزي.وعلمت "الصباح"، من مصادر مطلعــة في المكتب التنفيذي للمنظمة الديمقراطية للشغـــل، أنه في الوقــت الذي يعــد فيه التوجه الاشتــراكي الــذي سيعتمــده الأصالــة والمعاصرة في مؤتمــره، الإغــــراء الرئيسي الذي شجـــع الأعضاء الثلاثين على ركوب "الجرار"، سينقسم الأعضــاء الـ15 الباقــون، إلــى ثلاث مجمــوعــات، واحدة ستكتفــي بتجميد نشاطها في الاتحاد الاشتــراكي ومعارضــة قيـــادته الحالية، والثانية ستعزز صفوف حزبي البــديل الديمقراطي الذي يعكــف اتحاديــون على تأسيســه، وأخـــرى ستدق أبواب الحزب الاشتراكي الموحد.وبموجب استثمار الأصالة والمعاصرة، لغضبة إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، من علي لطفي ومحمد النحيلي وعدي بوعرفة، قادة المنظمة الديمقراطية للشغل، بسبب "تشبثهم بالتمايز بين النقابي والحزبي"، حسب مصادر "الصباح"، يكون النقابيون المنتمون إلى الأصالة والمعاصرة، القوة الأولى داخل المكتب التنفيذي للمنظمة الديمقراطية للشغل، الذي يضم أيضا منتمين إلى أحزاب التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والبديل الديمقراطي والاشتراكي الموحد.وتعد عملية هيكلة "اللجنة العمالية للاتحاد الاشتراكي"، التي أشرفت عليها الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي، قبل أسبوع، وأعطت فيها الحظوة لرفاق عبد الحميد الفاتحي في الفدرالية الديمقراطية للشغل، مقابل إبعاد رفاق علي لطفي، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل، منها، وفق مصادر مطلعة لـ"الصباح"، النقطة التي فجرت الوضع وأوصلت الخلاف إلى الباب المسدود ففقد الاتحاد الاشتراكي، أحد امتداداته النقابية.امحمد خيي