أطباء يحذرون من التداوي العشوائي والآثار الجانبية للأدوية تكثر شكاوى مرضى من الآلام والأوجاع التي تصيب العظام والمفاصل، خصوصا في فصل الشتاء الذي تشتد فيه برودة الجو وتنخفض درجات الحرارة إلى أدنى مستوياتها ، فلا يلبث المريض أن ينتهي من مشاكل الأنفلونزا وتوابعها حتى يدخل في آلام والتهابات المفاصل والعظام والشعور بعدم القدرة على أداء ما كان يقوم به من واجبات وأنشطة يومية. يستوي في ذلك المرضى من صغار السن (الشباب) ومن تعدوا هذه المرحلة وإن كان يلاحظ في بعض الأحيان أن كبار السن هم الأكثر شكوى وتضررا من آلام العظام والتهابات المفاصل، سيما في ليالي الشتاء الباردة. الكمـادات الساخنـة والمثلجـة مفيـدة < تزيد معاناة كثير من الأشخاص من آلام المفاصل خلال فصل الشتاء، فهل لذلك علاقة مباشرة مع انخفاض درجات الحرارة؟< إن انخفاض درجات الحرارة ليس سببا مباشرا للإصابة بآلام المفاصل، لكن يعد من العوامل المساهمة في معاناة كثير من الأشخاص، فيكون بمثابة «محرك» للمرض والآلام، التي مازلت دراسات طبية تنجز حول علاقة تأثير المناخ على الجسم. < ما هي أنواع أمراض المفاصل؟< هناك نوعان من أمراض المفاصل، أولهما أمراض ذات صبغة التهابية يدخل في إطارها مرض الروماتيزم الناتج عن خلل في جهاز المناعة يؤدي إلى آلام في المفاصل والعظام، وقد تصاحبه مشاكل في أنحاء أخرى من الجسم منها مشاكل الجلد أو الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي والقلب والشرايين.أما النوع الثاني من أمراض المفاصل، فهي الأمراض الميكانيكية من أكثرها انتشارا مرض تآكل الغضروف المعروف ب»أغتروز»، والذي يحتاج علاجه إلى عدة تقنيات منها الكيميائية باستعمال أدوية (مسكنات)، والفيزيائية منها التدليك، والوسائل الطبيعية تخفيف الوزن وتفادي حمل الأثقال. < هل صحيح أن ارتياد الحمام العمومي والجلوس في غرفة ذات حرارة مرتفعة يكون من أسباب زيادة آلام المفاصل عند المصابين بالروماتيزم؟< يتم اعتماد كثير من الوسائل الطبيعية من أجل الحد من آلام المفاصل وتسكين الآلام ومن جملتها استعمال الحرارة وسيلة فيزيائية للنقص من التشنجات العضلية وآلام المفاصل. وبذلك فإن ارتياد الحمام العمومي حيث تكون درجة الحرارة مرتفعة، يمكن أن يساهم في تخفيف الآلام. وفي مقابل ذلك فإنه يمكن أيضا استعمال البرودة وسيلة فيزيائية للتخفيف من التشنجات والآلام ومن بين الطرق التي يمكن اللجوء إليها استعمال كمادات الثلج. < يلجأ بعض الأشخاص إلى طرق أخرى بالموازاة مع العلاج الطبي مثل زيارة حامات طبيعية مثل «حامة مولاي يعقوب»، فهل يساهم ذلك في التخفيف من آلامهم أم العكس؟< يعتبر التوجه إلى الحامات الطبيعية مثل «حامة مولاي يعقوب» طريقة يلجأ إليها أغلب من يعانون مشاكل العظام وآلاما في المفاصل وأمراض الروماتيزم، لأنها تخفف الألم، كما أن عددا من الأطباء لا يمانعون في استعمالها. وإلى جانب ذلك يعتبر الترويض الطبي من الوسائل المساعدة أيضا على التخفيف من الآلام، والذي يتولى الطبيب المعالج تحديد عدد حصصه بالنسبة إلى كل حالة. < ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالروماتيزم؟< تختلف الأسباب باختلاف نوع الروماتيزم، ويعتبر خلل في المناعة من الأسباب المباشرة للإصابة بأمراض الروماتيزم، بينما تبقى أغلب الأسباب غير معروفة. وفي مقابل ذلك فهناك عدة عوامل أكدت دراسات كثيرة أن لها علاقة مباشرة بأمراض الروماتيزم منها الوراثي. وفي ما يخص مرض الروماتييد فإن من أبرز العوامل التي ترفع نسبة الإصابة به التدخين وأمراض التهاب اللثة. < ما هي أنواع العلاجات المتوفرة لمرضى الروماتيزم؟< تختلف أنواع العلاج تبعا لنوع الروماتيزم فهناك أدوية مسكنة ومضادة للالتهاب والتي تستعمل على شكل أقراص أو حقن في أماكن الآلام. وتنضاف إليها أدوية توقف تطور المرض، إضافة إلى المراهم المستخلصة من أعشاب طبية والصوجا والأفوكا. < ماذا عن استعمال أدوية مضادة للالتهاب دون استشارة طبية؟< يؤدي استعمال أدوية مضادة للالتهاب (أقراص، مراهم، قوالب) خاصة مادة «الكورتيزون» بشكل عشوائي ودون استشارة طبية إلى عدة مضاعفات، خاصة عند المسنين الذين يعانون مشاكل القلب والشرايين وأمراض الكبد وارتفاع الضغط الدموي. < هل للتغذية علاقة بأمراض الروماتيزم وآلام المفاصل؟< مازالت هناك العديد من الدراسات تنجز حول علاقة التغذية بمشاكل المفاصل، والتي تؤكد أنه كلما كانت متوازنة وسليمة وتحتوي على مواد أقل من السكريات والدهنيات كلما كان ذلك أفضل لصحة العظام والمفاصل. وفي هذا الصدد فإنه كلما كان وزن الجسم مثاليا والشخص لا يعاني السمنة، فإنه يكون أقل عرضة لآلام المفاصل وأمراض الروماتيزم. وتنضاف إلى التغذية المتوازنة أهمية ممارسة الرياضة بشكل منتظم للحماية من آلام العظام والمفاصل. أجرت الحوار: أمينة كندي