الفضاء التاريخي تحول إلى سوق مفتوح استغربت فعاليات مدنية وسياسية بمكناس استثناء ساحة "نيم" من حملات تحرير الملك العمومي التي شملت عددا من الساحات والشوارع العمومية منتصرة على "لوبيات" التشويه العمراني والجمالي لحاضرة "باب منصور لعلج".وتحولت ساحة "نيم" بالمدينة الجديدة (حمرية) إلى سوق عشوائية ومعرض سنوي شبه دائم، مجسدا في نصب خيام بيضاء لتسويق بعض المنتوجات.وإذا كانت ساحة"الهديم" تعتبر رمزا للمدينة العتيقة وقلبها النابض بالحيوية والجاذبية، باعتبار موقعها الإستراتيجي الجيد بالقرب من معلمة "باب منصور العلج"، ورمزيتها في تاريخ الكفاح الوطني، فإن ساحة "نيم" تعد، من جهتها، أحد الفضاءات التي تؤرخ للحقبة "الكولونيالية" بالمدينة الجديدة (حمرية)، باعتبار موقعها الإستراتيجي الجيد بين شارعي علال بن عبد الله ومحمد الخامس، قرب المعهد البلدي للموسيقى ومقر بنك المغرب وبناية الدائرة الثانية للأمن الوطني ودار الشباب محمد الخامس. ولم تشفع الرسائل الموجهة إلى رئيس الجماعة الحضرية للمدينة، المنتهية ولايته، ولا العرائض الموقعة من قبل العديد من الغيورين على العاصمة الإسماعيلية، (لم تشفع) للساحة في تحرير أرضها واستعادة رونقها."عرائض ورسائل في سلة المهملات وصيحات في واد وتكالب الكل على احتلال الملك العمومي أكثر من أي وقت مضى، بمباركة من المنتخبين والسلطات المحلية بالمدينة، التي فضلت ارتداء قبعة التفرج على أبشع صورة وأسوأ تشويه للمعالم الحضارية والجمالية بمكناس"، يقول أحد الغيورين بنبرة من اليأس والإحباط، في حديث إلى "الصباح".وتتساءل فعاليات المدينة عن الدوافع والأسباب الحقيقية الكامنة وراء تراجع السلطات المحلية عن مواصلة حملات تحرير الملك العمومي، في وقت كان السكان ينتظرون أن تواصل الجهات المسؤولة شن"حربها الضروس" على المترامين على الملك العمومي ممن يعتقدون أنهم فوق القانون والمساءلة. خليل المنوني (مكناس)