ملاهي مراكش تلوح بالإضراب في رأس السنة

احتجاجا على "تعالي" الوالي وتحويل فضاءات الترفيه إلى فسحة في سجن تقود عملية «إغلاق قنوات التواصل والإنصات»، التي دشن بها محمد مفكر، المعين حديثا واليا على مراكش، تدبيره لمشاكل المطاعم والملاهي الليلية، القطاع الحساس والإستراتيجي للمدينة، نحو خلق حدث دولي يسيء إلى سمعة «الحمراء»، وجهة دولية رئيسية للاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة، بدفعه المستثمرين في القطاع، إلى تنفيذ إضراب عن العمل. ويأتي ذلك، بإعلان أرباب ومسيري 45 من الملاهي الليلية، أمس (الجمعة)، في لقاء مع «الصباح»، وجود تفكير جدي لإغلاق أبواب محلاتهم، أمام ضيوف المدينة، من المغاربة والأجانب والنجوم والمشاهير العالميين، الذين اختاروا المدينة لقضاء عطلة نهاية السنة فيها والاحتفال بحلول 2016، سعيا وراء مكسب بسيط جدا، يتمثل في دفع الوالي الجديد إلى «التواضع» وتخصيص دقائق من وقته «الثمين» لطرح مشاكلهم. وحتى تلك المشاكل، تبدو بسيطة جدا، وفقط، سوء التقدير الحاصل لدى المسؤول الترابي الجديد، القادم من تدبير شؤون عمالة سطات، تجاه أهمية قطاع خدمات الترفيه والمطعمة بعاصمة المغرب السياحية، جعل الأمر يتضخم، منذرا بأن تكون له تداعيات سلبية على الأداء السياحي للمغرب كله، وفي سياق إقليمي ودولي، سمته الأساسية تدهور السياحة، بسبب التهديدات الإرهابية المتعاظمة. فما هي تلك المطالب؟«لا نطلب منه المستحيل، نود فقط أن نثير انتباهه إلى أنه، ومنذ نهاية عطلة الصيف الماضي، يعيش القطاع ركودا، بسبب تقليص مدة استقبال الزبناء، إلى ما دون 45 دقيقة، بسبب مذكرة التوقيت الجديد»، الصادرة في عهد عبد السلام بيكرات، الوالي السابق، الذي تربطه علاقة خاصة مع محمد حصاد، وزير الداخلية، والذي ما زال مهنيو القطاع يتذكرون صولاته وجولاته ضد محلاتهم وأرزاقهم، وضد السير العادي للسياحة بالمدينة الحمراء. المشكلة نفسها طرحت في مدن أخرى، كالبيضاء، حيث تدخل الوالي سفير لتجاوز الإشكال بسلاسة وعقلانية، رغم أن قطاع الملاهي الليلية لا يعتبر فيها إستراتيجيا على المستوى الاقتصادي، لكن تمت معالجة الأمر بسرعة، بمراجعة التوقيت، برأي المنتدبين من قبل جمعية مستثمري المطاعم والملاهي الليلية بمراكش، للقاء «الصباح»، مطالبين بالعودة إلى التوقيت القديم.ويتجسد الأثر السلبي الرئيسي لتقليص المدة، في أن الزبناء من السياح المعجبين بليل مراكش، غادروا المطاعم والملاهي، لأنهم بمجرد أن يلجوا إليها، بين منتصف الليل، والواحدة والنصف صباحا، يكونون مطالبين بالمغادرة بعد 45 دقيقة، ما يبدو لهم أمرا غير منطقي، هم الذين حلوا بالمدينة من أجل قضاء عطلة، عمادها الترفيه ليلا والخلود للنوم نهارا. وأورد المهنيون، معطيات خطيرة، عن الطريقة التي تعتمدها سلطات مراكش لفرض الالتزام بالتوقيت الجديد، تحاكي إلى حد ما منطق اشتغال «فرق الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، فقالوا إن عناصر من الشؤون العامة والاستعلامات العامة، لا تتردد في اقتحام المطاعم، نصف ساعة بعد منتصف الليل، والملاهي في الواحدة والنصف، من أجل حمل الزبناء على المغادرة وإنهاء أطباقهم في التوقيت المحدد، كأنهم في فسحة السجن. ومن أوجه «سوء التقدير» في تدبير ولاية مراكش للملف، ما شهدته المدينة أثناء انعقاد الدورة الأخيرة للمهرجان الدولي للفيلم، فعوض أن تبادر الولاية باتخاذه مناسبة لمراجعة التوقيت حتى تستفيد المدينة اقتصاديا من جمهور السينما الذي حج إليها، ألح الكاتب العام للولاية، بأمر من الوالي، على المهنيين، بضرورة إرجاء أي حديث عن الملف، أو عقد أي لقاء، إلى أن ينتهي المهرجان، بسبب انشغال الوالي! وانتهى المهرجان دون أن يستفيد منه المستثمرون، ونكث الوالي عهده بعقد لقاء مع جمعيتهم، ثم حلت الاستعدادات لرأس السنة، وبدأت مراكش تستقبل الزوار، واستمر إصرار الوالي على إغلاق باب مكتبه أمام أرباب 45 ملهى ليليا، فتبين لهم أن «الإضراب» هي الورقة ما قبل الأخيرة. أما الخطوة الأخيرة، فلن تكون، حسب المتضررين، غير تجاوز الوالي، وشد الرحال رفقة مستخدميهم وأسرهم، نحو الرباط، لطرح الأمر على وزيري الداخلية والسياحة، مادام محمد مفكر، مترددا في الاجتهاد والمبادرة واتخاذ قرار من صميم صلاحياته بشأن قطاع الترفيه، الذي يعد منتوجا رئيسيا للسياحة المغربية.امحمد خيي

ملاهي مراكش تلوح بالإضراب في رأس السنة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التحالف الحكومي...اهتزازات نهاية الرحلة

اعتقال شرطيين سلما مخدرات إلى سجين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات