مطار سايس… ملاذ المهربين

عمليات تهريب العملة تتراوح بين 60 و80 في السنة يشكل مطار فاس سايس، على غرار باقي المطارات المغربية، نقطة عبور أساسية لمهربي العملة الصعبة على اختلافها، أملا في ربح غير مشروع قد يجلب لهم الويلات في حال ضبطهم وتأكد تملصهم من تعشير المبالغ المحجوزة مخبأة غالبا في حقائبهم الشخصية وبين ملابسهم وحاجياتهم الخاصة. سنويا يعلن المطار ومعه إدارة الجمارك بجهة فاس، أرقاما صادمة تخص حجم عمليات تهريب العملة، المفرملة بفعل الاحترافية في العمل، إذ تقدر المصادر عددها بين 60 عملية و80 يتم خلالها حجز مبالغ مالية متفاوتة تقدر أحيانا بملايين الدراهم، أصحابها شباب يقدمون إلى العدالة.أرقام مخيفة تؤكد حجم استفحال الظاهرة جويا، وما يوازيها من تهريب "بري" للعملة سيما الدولار والأورو، عبر سيارات خاصة، وعلاقة ذلك بترويج المزورة منها وآفة الاتجار في المخدرات خاصة بالمناطق المتاخمة لكتامة عاصمة الكيف الغارقة في فوضويتها والظواهر المخدشة لسمعتها.ولعل من أشهر عمليات محاولة تهريب العملة الصعبة، المحبطة بمطار فاس سايس، تلك التي اشتبه في تورط قياديين في جماعة العدل والإحسان فيها، هما قريبة زعيم روحي متوفى، وإطار بالجماعة، ضبطا من قبل مصالح أمن المطار المذكور، أثناء محاولتهما مغادرته في رحلة جوية. المشتبه فيهما كانا في زمنين متباعدين، بصدد مغادرة التراب الوطني في اتجاه التراب الألماني، قبل اكتشاف مبلغين ماليين بالعملة الصعبة غير مصرح بهما قانونيا لدى المصالح المختصة لإدارة الجمارك بجهة فاس، بحوزتهما، ما اعتبر حينئذ خرقل للقوانين الجاري بها العمل في هذا المجال. عملية التهريب من قبل المتورطين فيها، تمت بدون أي تصريح من مكتب الصرف أو أداء الغرامة المتعلقة بالأصول المحجوزة، فيما تبين أن تلك المرأة القيادية في الجماعة كانت تنوي تسليم المبلغ المحجوز لديها، إلى زوجها تاجر الجماعة المسؤول بدوره في هياكلها التنظيمية بجهة فاس. ورفعت مصالح الجمارك من يقظتها بالمطار على غرار الإجراءات المتخذة بكل المنافذ الحدودية، للتدقيق في المبالغ المالية المتحوز بها من قبل المسافرين المستعدين لمغادرة التراب الوطني إن عبر الطائرة أو الميناء أو برا، أملا في الحد من ظاهرة تهريب الأموال، التي ما فتئت تزداد استفحالا سنويا. ويأتي كبار التجار والمقاولين والمسؤولين، في قائمة الأشخــاص المشتبـــه في تهريبهم العملة بمثل تلك الطريقة أو بطـــرق أخرى لا تخلو من احتيال على القانون باتفاق مسبق مع أشخاص قاطنين بدول مختلفة، لتسهيل عملية التهريب دون إثارة الانتباه أو أن يكــون المهرب محل شبهة.أمثال هؤلاء يتحايلون على البنوك بتقـــديم طلبات لتحــويل مبالغ مالية بالعملة الصعبة، إلى شركات معينة بالخارج بداعي اقتناء سلــع وبضائع تعتبر في الحقيقـــة أداة لذر الرماد في العيون، ما يفقـــد المغرب مبالغ مالية خيـــالية سنــــويا، تزيد من تراجع احتياطي العملة الصعبة المتأثر بضغط الواردات.وغالبا ما تعتمد طرق احتيالية لتهريب العملة الصعبة، أحيانا بطرق تبدو عادية باجتيازها نقط المراقبة المنصوبة من قبل الجمارك، سيما باستعمال التزوير في التصاريح، أو الاستغلال البشع لبعض المؤسسات البنكية، ممن قد تكون لموظفي بعضها، علاقات مشبوهة مع "مهربي العملة".ويبقى تهريب العملة الصعبة، وجها من أوجه ترويجها وتداولها بطرق غير قانونية، ما يؤكد عمليات ضبط أشخاص متحوزين بها خاصة من مروجي المخدرات من قبيل مساعد سائق حافلة للنقل الطرقي، عثر بحوزته أثناء إيقافه متحوزا بكمية من مخدر "زكزاكة"، على مبلغ مالي من الأورو.ولعــل مــن أشهــر قضايا التحـوز بمبالغ خيالية من العملة الصعبة، تلك التي تورط فيها تاجر له محلات بشارع محمد الخــامس وبفندق، ضبطــت بحــوزته أثناء تفتيش محليه بالموقعين، على ملايين السنتيمات من الدولار والأورو، كـــــان يتولى صرفها من مهـــــــــاجرين بــــــــــــــــــدون مــــــــــــــوجب حق.حميد الأبيض (فاس)

مطار سايس… ملاذ المهربين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأموال والمخدرات...وجهان لعملة واحدة

مخــتــصــرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات