الأموال والمخدرات…وجهان لعملة واحدة

أبحاث الضابطة القضائية غالبا ما تفضي إلى تورط العصابات الدولية يبدو أن هناك علاقة عضوية وطيدة بين تهريب العملة الصعبة بدون سندات قانونية نحو الخارج، وبين الاتجار والتهريب الدولي للمخدرات.ومن خلال بعض الملفات التي تابعت "الصباح" أطوارها بمحاكم الدائرة القضائية للرباط، يظهر أن هناك ارتباطا وثيقا بين التهمتين، إذ غالبا ما تفضي الأبحاث القضائية في حال إيقاف المتهمين بالتهريب الدولي للمخدرات إلى تهريب العملة، خصوصا الأجانب الذين يتوفرون على جنسيات أوربية.ومن القضايا التي سبق أن قامت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالرباط، بحلها، شبكة مختصة في التهريب الدولي للمخدرات والعملة، حينما جرى إيقاف مواطنة تونسية تحمل الجنسية الفرنسية بمطار وجدة أنكاد، كانت تحاول مغادرة المغرب، بعدما جرى إيقاف شريكها ولاذ بالفرار من داخل مخفر أمني بالرباط، وظن المحققون أن الأمر يتعلق بشبكة كبيرة، وجرى تحــرير مذكــرة بحث في حق التونسيــة، التي سقطت في مطـار وجدة. وأظهرت الأبحاث أن الشبكة مختصة في تهريب المخدرات من مدن الشمال إضافة إلى تزوير العملات الأجنبية وتهريبها، وكشفت التحريات أن التونسية سبق أن تورطت في تهريب كمية مهمة من المخدرات، بين المغرب وإسبانيا، وقضت عقوبة حبسية بالجارة الشمالية للمملكة، مدتها ثلاث سنوات، كما توصلت التحريات إلى أن العناصر التي لها صلة بالملف تحمل جنسيات أوربية مختلفة. وسبق أن كشف مصدر مطلع أن المتهمة التونسية، جرى إيقافها بمطار وجدة أنكاد، وانتقلت فرقة من الشرطة القضائية بالرباط إلى العاصمة الشرقية، وبعد إشعار الوكيل العام بوجدة بتفاصيل القضية، قامت العناصر ذاتها بنقلها إلى مقر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالعاصمة الإدارية، قصد الاستماع إليها، بعدما تبين أنها موضوع مذكرة بحث صادرة في حقها على الصعيد الوطني، في قضية تزوير العملة الأجنبية وتهريبها من المغرب دون سندات قانونية.ونجح حجز سيارة من قبل الضابطة القضائية بها عملات أجنبية مهمة، في فك لغز مجموعة من المعطيات، ضمنها أن العصابة، كانت لها امتدادات بمجموعة من المدن وإسباينا، وبعد إيقاف شريك التونسية ونقله إلى مقر التحقيق، لاذ بالفرار بطريقة هوليودية من مخفر أمني، كما استطاع مبحوث عنه آخر الفرار بعد محاصرة السيارة، وظن المحققون حينها أنهم أمام عصابة دولية خطيرة، وبعد إخضاع الأوراق المالية المحجوزة للفحص تبين أن البعض منها مزور وأخرى قانونية، وكانت في طريقها إلى إسبانيا.وأظهرت الأبحاث أن التونسية سبق أن ترددت على المغرب أكثر من مرة، وهو ما رجح فرضية تهريبها لمبالغ مالية مهمة من العملة الصعبة نحو الدول الأوربية، وأن دخولها إلى المغرب، كان بغرض المهمة نفسها. وحسب مصدر "الصباح" سبق للمواطنة التونسية أن تورطت في تهريب كميات مهمة من المخدرات إلى أوربا، وحجزت المصالح الأمنية الإسبانية داخل سيارتها 12 كيلوغراما من الشيرا، وقضت عقوبة حبسية مدتها ثلاث سنوات، وبعد الإفراج عنها عادت من جديد إلى نشاطها في تهريب الممنوعات والعملات الصعبة.وأثناء الاستماع إلى الموقوفة من قبل ممثل النيابة العامة باستئنافية الرباط، نفت علمها بوجود عملات أجنبية داخل سيارتها المحجوزة من قبل أمن الرباط، وأشارت إلى أن شريكها الذي لاذ بالفرار من مخفر أمني، والذي كان زوجها سابقا هو العقل المدبر لعملية تهريب العملات الأجنبية من داخل المغرب، فيما اقتنعت النيابة العامة بوجود أدلة قطعية في الاتهامات المنسوبة إليها.وأوضحت الموقوفة أن السيارة مسجلة في اسمها وتركتها للمبحوث عنه، باعتباره شريك حياتها، ولم تكن تدري أنه يريد توريطها في تزوير وتهريب العملة من داخل المغرب.وفي سياق متصل، أثبتت الأبحاث مع عصابات دولية مختصة في التهريب الدولي للمخدرات أن المتورطين يلجؤون إلى خطط ذكية في تهريب العملة الصعبة، وخصوصا الذين يتوفرون على جنسيات من دول أروبية، كما حدث في القضية التي أطاحت بعناصر من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قبل سنتين، بعدما تورطوا في اختطاف جزائريين يتوفرون على جنسيات فرنسية ولهم امتدادات بعدد من الدول الأوربية. عبدالحليم لعريبي

الأموال والمخدرات…وجهان لعملة واحدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طنجة... الممر المفضل

مطار سايس... ملاذ المهربين

مقالات ذات صلة