عقد صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، منتصف الأسبوع الماضي، لقاء "مغلقا" مع رشيد الطالبي العلمي بمقر مجلس النواب. ووفق مصادر مقربة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون، فإن اللقاء تدارس فيه الطرفان كل الترتيبات الخاصة بلقاء كبار منتخبي حزب التجمع الوطني للأحرار. كما وقفا مطولا عن بعض الأسماء التجمعية التي تخوض حربا شعواء ضد المصالح الكبرى للحزب لجني مكاسب انتخابية في المستقبل من خلال السماح لها بالمتاجرة والبيع والشراء في التزكيات كما يحلو لها، تماما كما كانت تفعل في عهد الرؤساء السابقين لحزب "الحمامة"، حيث كانت تجني أرباحا كبيرة من عائدات توزيع التزكيات الخاصة بالانتخابات التشريعية. ومازال التجمعيون ينتظرون من قيادة الحزب إصدار قرار في شأن أكثر من 30 عضوا من المجلس الوطني للحزب "خانوا" و"باعوا" الحمامة في الاستحقاقات الماضية، إما بترشحهم برموز حزبية غير رمز "الحمامة"، أو انحرطوا بشكل مكشوف في مساندة مرشحين ليسوا من قبيلتهم الحزبية، دون أن يتلقوا إلى حدود الساعة أي جزاء تنظيمي، ما يكشف أن حزب التجمع الوطني للأحرار يعرف تسيبا تنظيميا بسبب التأخر والتردد المستمر في تشكيل لجنة التأديب التي ينص عليها القانون الأساسي للحزب، وذلك بسبب عدم انعقاد اجتماع المجلس الوطني من أجل انتخاب اللجان المنصوص عليها في قانون الأحزاب، أبرزها لجنة الأخلاقيات والتأديب واللجنة المالية التي مازال موظفون بالمقر المركزي لحزب الأحرار يديرون شؤونها تحت مراقبة وإشراف رئيس الحزب صلاح الدين مزوار الذي بات لا يجيب على مكالمات أقرب المقربين منه حزبيا، وذلك بسبب كثرة انشغالاته الوزارية والدبلوماسية. وقال مصدر مقرب من مزوار "كيف يمكن له أن يجيب على كل المكالمات، وهي بالعشرات، تزامنا مع اجتماعاته مع كبار مسؤولي صناع القرار في الدبلوماسيات الأجنبية".عبد الله الكوزي