باكوري يواجه مصير العثماني

غالي قال إن الأصالة والمعاصرة يسير في اتجاه إنهاء زمن القيادات المهادنة توقع محمد غالي، أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري بجامعة القاضي عياض، أن يكون مصير مصطفى باكوري، الأمين العام الحالي لحزب الأصالة والمعاصرة، مشابها لمصير سعد الدين العثماني الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية الحاكم، موضحا أن المؤتمر المقبل لـ "البام" يسير في اتجاه أن يفعل الحزب بأمينه العام الحالي ما فعله "بيجيدي" بالعثماني، الذي تمت التضحية به لصالح قائد مستفز في شخص عبد الإله بنكيران من أجل القطع مع زمن خطاب المهادنة.وأوضح غالي أن لـ"البام" شروطا خاصة في المرشحين لمنصب الأمين العام، أولها أن يكون محل ثقة الجميع، أي يقبل به "الأعيان" و"المناضلون"، وقادر على إشاعة التوافق، متسائلا إلى متى سيستمر الحزب تحت قيادة المحايدين، وما إذا كان سيتحمل ولاية أخرى في المعارضة والبقاء خارج التدبير الحكومي المباشر، خاصة أن معسكر المحافظين داخله يضغط بكل ما أوتي من قوة من أجل الدخول إلى الحكومة. أجرى الحوار: ياسين قُطيب يعقد الأصالة والمعاصرة في الأسابيع القليلة المقبلة مؤتمره الرابع منذ تأسيسه قبل سبع سنوات، هل يعني ذلك أن الحزب نجح في ما فشلت فيه الأحزاب الأخرى؟ من أهم مميزات الأصالة والمعاصرة أنه اسم على مسمى، بمعنى أنه يجمع بين المحافظين والحداثيين، يشكل المعسكر الأول القوة الميدانية للحزب، على اعتبار أن الأعيان يمثلون السلاح الضارب للحزب، سواء من حيث كتلة الناخبين أو طبيعة المنتخبين، في حين يحتكر الاتجاه الثاني اليساري التقدمي عملية الإنتاج الإيديولوجي، لكنه يتعرض لإكراهات فكرية ومعرفية جعلتهم يكونون عرضة لضغط نفسي كبير، خاصة في مواجهة سؤال كيف يقبل التقدميون بالدفاع عن أطروحة أصحاب النزعات المحافظة.الأكيد أن الأصالة والمعاصرة لم يتمكن من تجاوز مرحلة التدافع بين المعسكرين، ولم يكتسب، بعد قرابة عقد من الزمن السياسي، القدرة على تدبير الاختلاف بشكل مؤسساتي، ويرجع الفضل في تماسكه إلى خبرة جزء من القيادة، تبين أن لها القدرة على احتواء التحركات والتدفقات التي يمكن أن تخل بالتوازن. تأتي هذه المحطة التنظيمية بعد الانتخابات المحلية وقبل الاستحقاقات التشريعية المرتقبة نهاية الصيف المقبل، كيف تقرؤون السياق الذي ينعقد فيه مؤتمر الأصالة والمعاصرة؟ هناك نقاش آخر بدأ يشغل بال أعضاء وقيادات الحزب على حد سواء، ويتعلق بمدى قدرة الأصالة والمعاصرة على تحمل ولاية أخرى في المعارضة والبقاء خارج التدبير الحكومي المباشر، خاصة أن المعسكر الأول يضغط بكل ما أوتي من قوة من أجل الدخول إلى الحكومة، وهو ما لن يتحقق دون إعادة النظر في العلاقة مع حزب العدالة والتنمية، وهي مسألة تضاف إلى عدد من المسائل، التي لم يتم الحسم فيها وستستمر في التشويش على الرؤية داخل الحزب، ويمكن القول بأن الربيع العربي ساهم في ذلك ولعب دورا كبيرا في تلطيف أفكاره، وهو الأمر الذي فرض عليه مراجعة حساباته في إطار البحث عن التوازن المطلوب في ثنائية الأصالة والمعاصرة، رغم أن الحزب أظهر في مجال تدبير علاقاته مع الأحزاب الأخرى هيمنة واضحة للاتجاه التقدمي اليساري، خاصة في العلاقة مع حزب العدالة والتنمية. هل تعني أن الهيمنة في "البام" لليساريين؟هيمنة التيار التقدمي نوعية وتقتصر على الخطاب السياسي الموجه إلى الأحزاب، وبالمقابل فإن الهيمنة الكمية والميدانية من نصيب معسكر المحافظين داخل الأصالة والمعاصرة، لأن خطاب التقدمية يواجه تحديات واقعية تجعل أصحابه يتجنبون تفسير كيف أن حزبا يرفع شعار الحداثة لم يحقق نتائج انتخابية جيدة في المدن مقابل هيمنة واضحة على المجالس الجماعية في البوادي، إذ لا يمكن أن نفهم كيف أن حزبا حداثيا ينجح انتخابيا في محيط محافظ بامتياز وهو العالم القروي.كل هذه المتناقضات تكشف أن الحزب يواجه معضلة غياب التناغم، وذلك إلى درجة أن لا أحد في "البام" يمكنه تجاهل هذه المواجهة، التي بدأت تخرج من الكواليس إلى العلن، وتجعل الحزب يدفع ثمن التناوب غاليا، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن التداول بين التيارين على القيادة غير موجود، وأن تدبير التدفقات يتم عن طريق رسملة المحافظين، أي أن الأعيان يأتون بالأصوات ويحصدون المقاعد والتقدميين يحتكرون مهمة التدبير والتسيير سواء على المستوى المركزي، أو في الجهات والأقاليم. قيادة "المحايدين" هناك من يقول إن الأصالة والمعاصرة محكوم عليه بالبقاء سجين شرط "حياد الزعيم" هل تتفقون مع هذا الرأي؟بالنظر إلى المعطيات السابقة، من الطبيعي أن تتوفر في أمين عام "البام" شروط خاصة، أولها أن يكون محل ثقة الجميع، أي يقبل به "الأعيان" و"المناضلون"، وقادر على إشاعة التوافق، لكن إلى متى سيستمر الحزب تحت قيادة "المحايدين"، بعدما بدأت الأصوات تتعالى بضرورة الرد على الضربات التي يتلقاها حزبهم بإنهاء زمن القيادات التوافقية، في إشارة إلى ضرورة سلك منهج "بيجيدي"، لذلك أتوقع أن يفعل "البام" بالأمين العام مصطفى باكوري ما فعله العدالة والتنمية بأمينه العام السابق سعد الدين العثماني، عندما تمت التضحية به لصالح قائد مستفز في شخص عبد الإله بنكيران من أجل القطع مع زمن خطاب المهادنة. في سطور > مــــن مواليد خنيفرة 1972.> متزوج وأب لثلاثــــــــــة أطفال.> أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة القاضي عياض (مراكش).> خبير دولي في مجال السياسات العمومية.> مستشار لدى عدد من المنظمات العالمية والإقليمية.

باكوري يواجه مصير العثماني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ثلاثة أسئلة: ليست لدينا عقدة نخب

مداواة الألم بالوصفات الشعبية خطير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات