يقبل حزبكم، بعد أسابيع قليلة، على محطة تنظيمية استثنائية، إلى أي حد يمكن للمؤتمر الوطني المقبل لـ "البام" أن يحمل وجوها جديدة إلى القيادة؟ نحن في الأصالة والمعاصرة لا نعتبر أن الحزب مقبل على محطة استثنائية، لأن الأمر يتعلق فقط باحترام مقتضيات قانون الأحزاب وقوانيننا الداخلية، وفي مقدمتها آجال عقد المؤتمرات في وقتها، وذلك عكس ما عليه حال أغلب الأحزاب الأخرى، والدليل أننا على أبواب المؤتمر الوطني الرابع منذ تأسيس الحزب سنة 2008.والأكيد أن أعضاء الحزب ليست عندهم عقدة نخب، على اعتبار أن الأصالة والمعاصرة تأسس أصلا من أجل فتح الباب أمام النخب الجديدة لتحمل المسؤولية والانتقال من محيط التهميش إلى واجهة السياسة في البلاد، فقد تداول على قيادة الحزب في سبع سنوات ثلاثة أمناء عامون بدءا من حسن بنعدي، مرورا بمحمد الشيخ بيد الله، ووصولا إلى مصطفى باكوري، في انتظار الاسم، الذي سيظفر بثقة الأعضاء لقيادة الحزب في الولاية المقبلة.المهم عندنا ليس من سيقود الحزب، بل التوفر على تنظيم فعال وناجح، يمكن الأصالة والمعاصرة من الحفاظ على مركز الصدارة في المشهد السياسي والانتخابي، وتقوية قنوات التواصل مع المواطنين وانخراطهم دفاعا عن حقوقهم وتطلعاتهم. هناك من يقول إن عقد المؤتمر قبل الانتخابات التشريعية المرتقبة نهاية الصيف المقبل مغامرة غير محسوبة، هل تتفق شبيبة "البام" مع هذا الطرح؟ بمثل هذه التبريرات تعطلت آلية الديمقراطية الداخلية في بعض الأحزاب، لذلك لا يجب التعامل مع مسألة التداول في قيادة الحزب على أنها سحب للثقة من المنتهية ولايته، بل ممارسة تدل على دينامية وحيوية الهياكل التنظيمية، وعلى أن المجال مفتوح أمام الجميع لتولي المسؤوليات دون إقصاء أو تهميش، والدليل أن أغلب أعضاء المكتب السياسي يخوضون أول تجاربهم السياسية ومع ذلك يتحملون المسؤولية داخل أعلى هيأة تنفيذية في حزب سياسي من حجم الأصالة والمعاصرة، الذي تصدر نتائج الانتخابات المحلية منذ 2009 . لكن العضوية في المكتب السياسي ليست هي الأمانة العامة، أم تقصدين عضوا شابا بدأ للتو مساره السياسي يمكنه الترشح لأن يصبح الرجل رقم واحد في الأصالة والمعاصرة؟لا يتعامل حزبنا مع مسألة إشراك الشباب في المعترك السياسي شعارا انتخابيا أو دعاية للاستقطاب، بل يتبناها خطابا وممارسة، والفئات العمرية لمنتخبينا تشهد على ذلك، والجميع يعلم أن 80 في المائة من برلمانيي الأصالة والمعاصرة دون أربعين سنة ولم يسبق لهم أن مارسوا العمل السياسي من قبل، ويمكن أن أقول إن للشباب والنساء وضعية تفضيلية، وفي حال تأكد ترشح فاطمة الزهراء المنصوري، العمدة السابقة لمراكش، وعضو المكتب السياسي، لمنصب الأمانة العامة سأكون أول الداعمين لها.لم يفتح الحزب بعد لائحة الترشيحات لتولي مسؤولية الأمانة العامة، التي سيحسم فيها المؤتمر بداية السنة المقبلة، لذلك لا يمكن الحديث عن أسماء محددة، وفي انتظار ذلك طبيعي أن يكون هناك تعبير عن النوايا، أو ربما مجرد إشاعات. أجرى الحوار: ي. ق(*) الكاتبة الوطنية لمنظمة شباب حزب الأصالة والمعاصرة