الديمقراطية ضد التوريث

< يستعد "البام" لعقد مؤتمره الوطني لتجديد هياكله وانتخاب قيادته. كيف تنظرون إلى مسألة تجديد نخب الحزب، بعد 8 سنوات من العمل التنظيمي؟< لابد من التأكيد أن موضوع تجديد النخب شكل أحد الأسس التي أطرت الرؤية الفكرية والتنظيمية لحزب الأصالة والمعاصرة منذ النشأة، إذ تنبهت نخبته منذئذ إلى ضرورة إبداع تنظيم حزبي جديد، وفعل سياسي حداثي، يقومان على تصور متجدد، يقطع مع كل العوامل التي ساهمت في إضعاف الأحزاب، من قبيل سيادة منطق الوراثة في بناء الشرعية السياسية، وهيمنة البيروقراطية داخل الحياة الحزبية، وهو ما أنتج واقع الجمود، أدى في حالات كثيرة إلى التوتر والصراعات الداخلية والانشقاقات.اليوم وبعد ما يقارب 8 سنوات من العمل التنظيمي، نسجل أن العديد من المتغيرات حصلت بعد دستور 2011، أتاحت للأحزاب وللمواطنين على حد سواء، إمكانيات موسعة للتدبير والتجديد السياسي، وإبداء الرأي، تدعونا جميعا للتفاعل معها، خصوصا أمام الأدوار الكبيرة والمساحات الواسعة التي أصبحت تحتلها الوسائط الاجتماعية.كما جرت مياه كثيرة تحت جسر الأصالة والمعاصرة، إذ راكم الحزب خلال هذه المدة، ما يكفي من التجربة التنظيمية، وأبدع آليات نوعية لإشراك النخب والانفتاح عليها وتجديدها، وقد شكلت في هذا الصدد دينامية المنتديات التي اعتمدها مباشرة بعد مؤتمره الاستثنائي سنة 2012، تجربة تنظيمية مهمة وغنية على درب تجديد نخبه، من خلال ربط العلاقة مع العديد من الفئات والقطاعات الاجتماعية والمهنية ( المحامون/المهندسون/الطلبة/ الأساتذة الجامعيون/ الأطباء...) فضلا عن تأسيس منظماته القطاعية النسائية والشبابية.وشكلت مناسبة الاستحقاقات الانتخابية امتحانا للحزب استطاع خلالها ترجمة هذا الاختيار، وبدا ذلك جليا منذ 2009. وتمكن من فتح المجال أمام الطاقات النسائية والشباب والنخب الجديدة التي دخلت غمار العمل السياسي لأول مرة، وتعزز هذا الاختيار في الانتخابات التشريعية سنة 2011، والانتخابات المهنية والجماعية الأخيرة.< تواجه الحزب إشكاليات العضوية وتنوع الأعضاء بالنظر إلى التجارب المختلفة التي يمثلونها. ما هي الأسس التي ستعتمد في انتخاب أو اختيار القيادات الجديدة؟< الأسس التي سيعتمدها الحزب في انتخاب قيادته الجديدة، محددة في قانونه الأساسي، تقوم على الديمقراطية الداخلية ودوران النخب وضمان التمثيلية الوازنة للشباب والنساء، انسجاما مع الاختيارات التنظيمية والسياسية للحزب، ومتلائمة مع المقتضيات الدستورية والقانونية في هذا المجال.أما بخصوص الحديث عن وجود صراعات خفية داخل "البام" ، فإن هذا الكلام مردود عليه، لأنه في اعتقادي نابع، إما من وعي متآمر على الحزب، أو وعي شارد في علاقته مع مرجعيته ومبادئه.فالأصالة والمعاصرة، ومنذ تأسيسه، عانى آثار هذا النوع من الوعي المتآمر الذي عمل على محاربة الحزب، عبر اللجوء إلى افتعال معارك هامشية تارة، وتارة أخرى تعمده التشهير والإساءة إلى قيادييه، لتغطية عجزه ومراميه غير الديمقراطية، وصرف أنظار المغاربة عن انشغالاتهم الحقيقية. أما بخصوص الوعي الشارد، فإن أصحابه في نظرنا لم يستوعبوا قيمة التنوع الذي يزخر به الأصالة والمعاصرة، والذي شكل دائما أحد مصادر غنى وثراء تجربته، لأنه اختيار سياسي نابع من وعي عميق بضرورة التفاعل الجدلي والعقلاني مع الواقع، إذ استطاعت نخبة الأصالة والمعاصرة أن تلتقط سنة 2008 روح اللحظة التاريخية التي تبلورت عبر سيرورات سياسية واجتماعية وثقافية للمجتمع والدولة المغربيتين.وهكذا، فإن التصور الديمقراطي لحزب الأصالة والمعاصرة كتركيبة فكرية وسياسية متنوعة، تعبر عن لحظة جديدة في مسار المجتمع، تركيبة كانت زبدة ما أفرزته قوى سياسية واجتماعية، كانت في حاجة إلى فعل سياسي جديد يتوافق مع وعي ديمقراطي متفاعل مع مختلف التجارب السياسية، ويثمن انفتاح الدولة على المجتمع، ويساهم في بناء دولة المؤسسات، وخلق ثقافة سياسية تشاركية مدخلا لإيجاد حلول جماعية للتحديات المجتمعية المطروحة.< قرر الحزب عقد مؤتمره قبل الانتخابات التشريعية، في الوقت الذي أجلت أغلب الأحزاب ذلك. ألا تتخوفون من تأثير ذلك على الاستعداد للانتخابات؟< إذا كان هناك من يعتبر أن عقد مؤتمر وطني قبيل الاستحقاقات الانتخابية مغامرة، فنحن في الأصالة والمعاصرة على عكس ذلك، لنا رأي مخالف مرتبط بمصداقية العمل الحزبي، ودرجة الالتزام واحترام المقتضيات التشريعية الواردة في القانون التنظيمي للأحزاب السياسية، والتي لا يمكن الالتفاف عليها مهما كانت المبررات. ونعتبر من جهة أخرى، أن تنظيم المؤتمر في هذه الظرفية، هو تأكيد على تماسك الحزب، وقدرته على استيعاب كل النقاشات الداخلية بنفس ديمقراطي، وتدبير الحياة التنظيمية للحزب بفعالية ووضوح.*عضو المجلس الوطني أجرى الحوار: برحو بوزياني

الديمقراطية ضد التوريث

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اخـشـيـشـن أقـوى المــرشـحـين

الأصالة والمعاصرة يبحث عن زعيم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات