شل مئات الأطفال والشباب والنساء من جامعي القمامة بالمطرح العمومي مديونة بضواحي البيضاء، صباح أمس (الثلاثاء)، حركة 80 شاحنة أزبال، عندما أغلقوا المدخل الرئيسي للمطرح نفسه، ومنعوا السائقين والأعوان من إفراغ أطنان من النفايات تكلفوا بجمعها منذ الساعة العاشرة من مساء أول أمس (الاثنين). واحتج حوالي 300 "بوعار" أمام المدخل الرئيسي للمطرح العمومي، ضد قرار صادر عن الشركات المكلفة بالتدبير المفوض للمطرح العمومي، ويقضي بمنع دخول أي شخص إلى المكان، خارج المستخدمين وعمال شركات النظافة والأشخاص المرخص لهم، وذلك لتفادي حوادث مميتة أخرى، كما وقع حين "عجنت" عجلات جرافة طفلا كان منهمك في التفتيش في ركام من القـــمامة.ووصف محتج، في تصريح لـ"الصباح" قرار الطرد بالتعسفي والخطير، لأنه سيحرم آلاف الأسر والعائلات من مصدر مهم للعيش، عن طريق إعادة بيع ما يتحصلون عليه من مواد متخلى عنها إلى تجار متخصصين في الخردة والمتلاشسيات. وأكد المحتج أن حرمان عدد من الشباب والمراهقين، على الخصوص، من عملية التنقيب، يعني الزج بهم مباشرة إلى عالم الانحراف والجريمة لضمان مصاريفهم اليومية.وتزامنت ثورة "البوعارة"، أمس (الثلاثاء) مع إضراب عمال الشركة المكلفة بتدبير المطرح، احتجاجا على اعتقال سائق الجرافة الذي تسبب، عن طريق الخطأ، في حادث وفاة طفل نهاية الأسبوع الماضي. واحتج عمال الشركة على غياب شروط العمل وتعرضهم باستمرار لمخاطر الحوادث الناتجة عن وجود عدد من الأطفال والمشردين داخل المطرح، مما يتسبب في حوادث مميتة. ويطالب العمال المحتجون الشركة بتوفير الظروف الملائمة قبل عودتهم للعمل، والتدخل الجدي لدى السلطات المختصة والمحلية لتحرير المطرح من الغرباء. واستنفر إغلاق المطرح العمومي من قبل "البوعارة" ورفض المستخدمين العمل، السلطات المحلية، إذ حضر رئيس الدائرة والدرك الملكي ومنتخبون وممثلو الشركات وفتحوا مفاوضات مع المحتجين من أجل تحرير الشاحنات وفسح الطريق لمرورها إلى المطرح، وتسهيل عودتها إلى الجماعات والمقاطعات لاستئناف عمليات جمع الأزبال التي بدأت تتراكم، بسبب الإضراب.يوسف الساكت