كشف تقرير جديد أرقاما صادمة حول استمرار ظاهرة العنف ضد النساء. وقالت فوزية العسولي، رئيسة فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة إن آخر الإحصائيات تشير إلى تعرض أزيد من 15 ألف امرأة إلى أحد أشكال العنف، خلال السنتين الأخيرتين.ورغم أن شبكة الرابطة إنجاد ضد عنف النوع، التي أشرفت على إعداد التقرير الذي قدمت خلاصاته، خلال ندوة نظمتها فيدرالية الرابطة، أول أمس (الأربعاء)، بالرباط، إلى أن العنف النفسي، يتصدر أنواع العنف الذي تتعرض له المغربيات، بنسبة، بلغت خلال العامين الماضيين، 46,4 في المائة، إلا أنها دقت ناقوس الخطر بشأن تنامي العنف الجسدي، بشتى أنواعه بنسبة تصل إلى 15 في المائة. وسجلت الشبكة بهذا الخصوص 1683 فعل ضرب وجرح ضد النساء الوافدات على المراكز التابعة إليها، كما وقفت على ارتكاب ثلاث حالات قتل وسجلت 82 محاولة قتل و17 حالة إعاقة دائمة، و12 حالة تسميم.مؤشر آخر وقف عليه تقرير الشبكة، يكمن في ارتفاع حالات العنف الجنسي، إذ نبهت الشبكة إلى تسجيل 320 حالة اغتصاب، خلال السنتين الماضيتين، ضمنها 172 حالة اغتصاب زوجي، و50 حالة اغتصاب قاصر، و98 حالة اغتصاب، كما اشتكت 49 امرأة وفدن على مراكز الشبكة من تعرضهن إلى محاولة للاغتصاب، وأقرت 14 أخريات أنهن كن ضحايا لزنا المحارم.معطى خطير كشف عنه التقرير الحديث، يتمثل في الآثار الناجمة عن حالات العنف التي تتعرض لها النساء، بعد أن خلصت الدراسة إلى أنه علاوة على مظاهر الحزن والتوتر والقلق والخوف والعصبية وتحقير الذات التي تعانيها النساء المعنفات، يمثل التفكير في الانتحار، أحد أكثر تداعيات العنف الذي يطول النساء، إذ حاولت 103 نساء خلال السنتين الماضيتين الانتحار ووضع حد لحياتهن.وفي الوقت الذي أبرز فيه التقرير بعضا من أوجه العراقيل والاختلالات المتصلة بتطويق ظاهرة العنف ضد النساء، من قبيل الاختلالات القانونية التي يجسدها غياب قانون إطار لمحاربة العنف ضد النساء، يتضمن مقتضيات للحماية والوقاية، وللزجر ومواكبة الضحايا، ومشاكل البنيات الرسمية المخصصة لاستقبال النساء المعنفات، وإيواء الأمهات العازبات، كشفت الدراسة تسجيل 30 ألف طفل يولدون سنويا خارج مؤسسة الزواج بالمغرب، لا تستطيع الجمعيات التكفل سوى بنسبة 17 في المائة منهم.وبخصوص المعطيات السوسيو اقتصادية للنساء ضحايا العنف، أبرزت الدراسة، أن العنف يطول أكثر النساء المتراوحة أعمارهن بين 29 و38 سنة، بنسبة تصل إلى 34 في المائة، ولا يستثني حتى من نفوق أعمارهن الستين. كما أن 76 في المائة من النساء المعنفات هن متزوجات، و33 في المائة منهن أميات و23 في المائة لا يتجاوز مستواهن التعليمي الابتدائي، و62 في المائة منهن ربات بيوت، علما أن نساء البيضاء الأكثر تعرضا للعنف، إذ أبرز التقرير أن 23,6 في المائة من النساء المعنفات، خلال السنتين الماضيتين، ينتمين إلى المدينة وضواحيها.هجر المغلي