لم يمهله المرض طويلا، ليخطفه الموت من بين أحبابه وأصدقائه وأبنائه وكل من يعشق الإبداع ، ويتوق إلى الزمن الجميل...عبد الله الزهر غادرنا في صمت. لم يزعج أحدا. عاش عفيفا وهكذا مات، بعنفوان كبير وكبرياء. أنيق كما عهدناه...كان نحيفا وسريع الخطوات، متفانيا في أداء واجبه، عينه الثاقبة لا تخطئ الهدف، وتقاريره حول المواهب نادرا ما تجانب الصواب. كان رحمه الله شديد الملاحظة، يتقاسمها مع رفيق دربه "بنيني" الذي شكل رفقته ثنائيا هجوميا يجول في الملاعب لاقتناص المواهب، وضمها إلى الرجاء الذي جمعهما لاعبين ومنقبين قبل أن يفرقهما القدر.يقول عنه "بنيني" إنه الرفيق والأنيس الذي لا تمل من مجالسته. قليل الكلام، لكنه يصيب الهدف حينما يتحدث. عينه الثاقبة تساعده على اكتشاف المواهب. حنون ومسالم، عاش بسيطا ورحل متواضعا، رغم أنه كان ممن صنعوا تاريخا...وداعا "باعبد الله" الإنسان والقلب الكبير الذي ملأ جنبات مركب الوازيس، بالحب والحنان، بابتسامته العريضة، و"قفشاته" التي لم يسلم منها زائر...لعب لريمس ونيس الفرنسيين ودافع عن ألوان الرجاء والوداد، كما لعب للمغرب الفاسي والاتحاد البيضاوي، حيث رسم أجمل اللوحات. تميز بتقنياته العالية، وبحسه التهديفي. لعب إلى جانب كبار اللعبة في المغرب، وكان من بين من أحرجوا ”الماتدور” الإسباني في تصفيات مونديال 1962، عاش من أجل كرة القدم، وفضل الاعتكاف في رحابها، حينما فضل التنقيب عن المواهب، ووضع خبرته وتجربته رهن إشارة الجيل الجديد من اللاعبين، إلى أن خطفه الموت، حين غفلة، تاركا شرخا كبير في قلوب من أحبوه وعاشروه إنسانا عفيفا وأنيقا، يكره التملق...رحم الله الزهر ن. ك