شبح الجفاف يعجل بصلاة الاستسقاء

يؤدي المغاربة صلاة الاستسقاء، اليوم (الجمعة)، في جميع مناطق المملكة، تنفيذا لقرار ملكي صادر في هذا الشأن عبر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وذلك بعد تأخر التساقطات المطرية خلال الفترة الماضية، ما أثر سلبا على المحصول الفلاحي، بعد تضرر مزروعات الحبوب، التي تمثل "تيرمومتر" نجاح الموسم الفلاحي.وأكد مهنيون أن الحديث عن سيناريو جفاف أصبح مطلوبا، ذلك أن تأخر التساقطات، أثر سلبا على عملية الحرث، وقلص حجم المساحة المزروعة من الحبوب، التي تمثل في العادة 80 % من إجمالي المساحة القابلة للزراعة، موضحين أن تداعيات التقلبات المناخية الأخيرة، طالت الأراضي البورية والمسقية، على حد سواء.وكشف أحمد أوعياش، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير)، أن الفلاحين يحدوهم أمل في تساقط الأمطار خلال الأسبوعين المقبلين، من أجل إنقاذ الموسم، موضحا أن المغرب راكم تجارب في تدبير مواسم الجفاف، ذلك أن الحكومات المتعاقبة، دأبت على اتخاذ قرارات استثنائية في مثل هذه الحالات، خصوصا خلال حقبة الثمانينات، تشمل توجيه إعانات للعلف، وتمنح الشعير والنخالة مجانا للفلاحين، إلى جانب دعم المواد المركبة، وإعادة جدولة ديون الفلاحين لدى القرض الفلاحي.وأضاف أوعياش في اتصال هاتفي مع "الصباح"، أنه في حال استمر الوضع المناخي الحالي خلال الفترة المقبلة، أي عدم تسجيل تساقطات مطرية، سيتم الانتقال إلى الزراعات البديلة، مثل عباد الشمس والذرة، من أجل إنقاذ الموسم الفلاحي، والتي ستتركز في مناطق الغرب وسايس، موضحا أن الموارد المائية السطحية، من آبار وعيون، تضررت نتيجة تأخر التساقطات المطرية، الأمر الذي يفاقم مشاكل الفلاح، مشيرا في السياق ذاته، إلى ضرورة الحفاظ على القطيع الوطني خلال الفترة المقبلة، خصوصا أنه يعتبر مصدر عيش مليون فلاح.وشددت مصادر مهنية، على أن الظرفية المناخية الحالية، تفرض فتح ملف التأمين الفلاحي ضد الكوارث الطبيعية للنقاش، إذ يستفيد الفلاحون المغاربة من تأمين على الجفاف، باعتباره كارثة طبيعية، بقيمة تتراوح بين ألف و500 درهم وألفين فقط، علما أنه يتم تسويق منتوجات تأمين التعاضدية الفلاحية للتأمين "مامدا"، ضمن باقة الخدمات البنكية الموجهة للفلاح من قبل مجموعة القرض الفلاحي، وذلك مقابل قسط تأمين تتراوح قيمته بين 240 درهما و246 سنويا، فيما تظل عملية استخلاص هذا التأمين معقدة، وتفترض حضور لجنة لتقييم الوضعية المناخية في المنطقة الفلاحية المؤمنة، وقرارا عامليا أو ولائيا، يعلن هذه المنطقة منكوبة.وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن موسم الجفاف الذي يطل على المغرب حاليا، امتحان كبير لنجاعة صندوق التنمية القروية، المدرج في مشروع قانون المالية الجديد بميزانية ضخمة، تجاوزت 55 مليار درهم، مضيفة أن الصندوق سيحد من خلال برامج دعم خاصة من آثار الجفاف على الفلاح، ويحتوي ارتفاع نسب البطالة المرتقب في القطاع الفلاحي، موضحة أن ميزانية الصندوق وراء الخلاف المحتدم حوله، ذلك أن الصندوق عندما كانت ميزانيته لا تتجاوز ملياري درهم، وما يرتبط بتعقد تدبيرها، لم تثر اهتمام أي فاعل سياسي. ومن جهته، أكد الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، في اتصال مع "الصباح"، استمرار وجود مرتفع أصوري يتمركز على المغرب ومناطق شمال غرب إفريقيا وجنوب أوربا، وهو ما يحول دون وصول اضطرابات جوية إلى المملكة، متوقعا تسجيل تساقطات ضعيفة ومحدودة غدا (السبت)، على الشريط الساحلي، دون أن يستبعد تحسن الأحوال المناخية خلال ما تبقى من أسابيع الشهر الجاري.بدر الدين عتيقي

شبح الجفاف يعجل بصلاة الاستسقاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لقجع يزيح "أصدقاءه" من تعيينات الحكام

رجاء الطاوسي تحت الضغط

مقالات ذات صلة