لقجع… الكرة تغرق في السياسة

إشرافه على ميزانيات حساسة بصم مسار وعلاقات رئيس متهم بـ״السياسة״ "ما لا يعرفه الكثيرون هو أن إلياس العماري صديق قديم لي، فأنا أعرفه منذ كنت أدرس في معهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة، أي في بداية التسعينات، ومنذ ذلك الوقت وأنا على علاقة به، لأنه كان يقضي معنا أوقاتا طويلة، أنا أعرف هذا الرجل منذ حوالي 25 سنة"، هكذا قال فوزي لقجع، قبل أشهر، ممعنا في استفزاز المتحفظين، ومؤكدا صحة إشاعات، تربط بينه وبين إلياس العماري، "دينامو" حزب الأصالة والمعاصرة، والشخص الذي شاء قدره أن تلصق به كل شرور السياسة في المغرب.جاء تصريح الرئيس الأول لكرة القدم المغربية، حينها، في سياق جدل حاد، حول حضوره شخصيا، ممثلا لجامعة كرة القدم، أشغال الجمع العام لفريق شباب الريف الحسيمي، الذي يعد إلياس العماري، رئيسه الشرفي. وإذا كانت تحسب لفوزي لقجع، صراحته وتشبثه علنا بصداقة عمرها 25 سنة، رغم أنه كان بإمكانه نفي الأمر، إلا أنه لم يطمئن الناس من مغبة تأثير الصداقة على شؤون كرة القدم.يشهد التاريخ، أن سياسيين كبارا مروا من مقاعد التدبير الكروي بالمغرب، لكنه لا يذكر أنهم استثمروا الأمر علنا في السياسة، على عكس فترة فوزي لقجع، التي شهدت تحولا ظاهرا، بلغت حد الدخول مع عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية، في صراع مباشر ودون إحسان إدراته، في حين أن المعني الفعلي بتلك المعركة، سعيد الناصري، السياسي ورئيس الوداد الرياضي، لاذ بالصمت.ويبرز البورتريه الوحيد الموجود في الأرشيف حول مسار فوزي لقجع، وخصصه له أحد المنشورات الصادرة عن المجموعة الإعلامية "كاراكتير"، المملوكة لعزيز أخنوش، في يناير 2011، أن مرور فوزي لقجع، من وزارة الفلاحة والصيد البحري، قبل أن يكون مديرا للميزانية بوزارة الاقتصاد والمالية، كان له بالغ الأثر على مساره.وباستثناء عدم تمكنه من فرض هيبة رئيس الجامعة، وتطمين جماهير المستديرة من أن فرجتهم الأكثر إمتاعا لا يركب عليها السياسيون وحبهم للفرق لا يستغل في أسواق الانتخابات، يبقى فوزي لقجع، شابا قادما من المغرب العميق، رسم لنفسه مسارا مهنيا، يبعث على الأمل في مغرب، يتحجج المتكاسلون بأن مواقع كبريات المسؤوليات فيه، محجوزة سلفا للمحظوظين.ذلك أن فوزي لقجع، يعد إلى الآن، مدير الميزانية الأصغر سنا في تاريخ المغرب، إذ تسلم مسؤولية كبيرة وحساسة، وهو في سن الأربعين، هو الذي جاء من وسط متوسط في بركان، حيث رأى النور في 23 يوليوز 1970، داخل أسرة الأب فيها معلم، والأم ربة بيت، ولما حصل على الباكالوريا في 1988، كان أقصى طموح يراوده، هو أن يصبح طبيبا، لكنه توجه في النهاية إلى معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، وتخرج ليبدأ مساره المهني في مؤسسة مراقبة وتنسيق الصادرات، ثم تحول إلى وزارة المالية، مفتشا ماليا، بعد أن حصل على دبلوم من المدرسة الوطنية للإدارة.وبحلول 2000، صقل فوزي لقجع مساره، بالمفتشية العامة للمالية، فحل موعد التحول إلى مديرية الميزانية، وهناك سيقترب من ميزانيات قطاعات حساسة منها الدفاع الوطني، ووزارة الداخلية، والشؤون الخارجية وهناك "تعلم الشيء الكثير"، وبدأ نجمه يسطع، ويفاوض باسم المغرب في توقيع اتفاقات تتعلق بالتبادل الحر والفلاحة والصيد البحري، وصولا إلى المساهمة في مخطط المغرب الأخضر، الذي جعل من صديقه عزيز أخنوش، أحسن وزير فلاحة في تاريخ المغرب، بشهادة قياديين في العدالة والتنمية قبل تشكيل الحكومة في 2011.امحمد خيي

لقجع… الكرة تغرق في السياسة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أبرشان ... ازدواجية المهام

إحباط تسريب مخدرات إلى سجن تطوان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات