بدأ أنصار التيار المناهض للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، يتحركون على واجهة جمعوية بإعلانهم تأسيس جمعية وطنية، تنضاف إلى البديل السياسي الذي انضمت إليه مجموعة من الاتحاديين الغاضبين.وكشفت مصادر مطلعة لـ"الصباح"، أن الوزير الأسبق أحمد رضا الشامي هو من يقود هذه المبادرة الجمعوية، مضيفة أنه عقد سلسلة لقاءات آخرها بالمنطقة الشرقية، ترويجا للمشروع الجديد، الذي يرتقب أن يلتحق به ما تبقى من الغاضبين داخل الاتحاد الاشتراكي، بعد أن غادرته شخصيات برلمانية وحزبية، في وقت سابق، نحو البديل السياسي الذي أعلن نفسه حزبا جديدا.وتدفع هذه الخطوة التأسيسية في اتجاه قطع الطريق أمام توجه الكاتب الأول للحزب، نحو مصالحة جديدة داخل الاتحاد الاشتراكي، واستعادة كافة الاتحاديين الذين غادروا التنظيم، سيما بعد أن أبانت نتائج الانتخابات الجماعية الأخيرة عن حالة تأثير كبير لهذه الوضعية على تصنيف الحزب في هذه الاستحقاقات. وكان إدريس لشكر يعول على عقد ندوة وطنية للأطر الاتحادية، قصد فتح الباب أمام عودة كثير منها، وهو الاقتراح الذي يرفضه أقطاب داخل التيار المناهض للكاتب الأول، سواء الذين يتمسكون بإحداث بديل سياسي أو بتأسيس جمعية وطنية تجمع الأطر الاتحادية الغاضبة.وتسببت حالة الاختناق الداخلي في توجه عدد من الاتحاديين إلى البحث عن بدائل خارج الحزب، خاصة بعد تراجع قيادته عن الاعتراف بمأسسة التيارات السياسية ضدا على مقررات المؤتمر الوطني. وانخرط وافدون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي المندمج داخل الاتحاد الاشتراكي ضمن المسلسل التأسيسي للبديل الجمعوي، وذلك ردا على الوضعية التي آل إليه الحزب، إذ اعتبر عدد منهم أن الدعوة إلى الحوار تأخرت وأن القيادة وجب أن تقدم استقالتها وعقد مؤتمر استثنائي للحزب للوقوف عند إخفاقات القيادة الحالية سياسية وتنظيميا.وفشلت كل الوساطات في رأب الصدع داخل الاتحاد الاشتراكي، في ظل استمرار تبادل الاتهامات حول من يتحمل مسؤولية الأزمة التي عصفت بالحزب، في وقت استقالت قيادات حزبية، من بينهما جليل طليمات، احتجاجا على دور قيادة الحزب في تأزيم الوضع والدفع نحو تفجير الحزب، ونهج سلوكات لا تمت لقواعد الديمقراطية الداخلية، في الوقت الذي رفض آخرون، منذ إعلان نتائج انتخابات المكتب السياسي للاتحاد، العمل المشترك مع الكاتب الأول الحالي، رغم مساعيه لاحتواء الغاضبين من نتائج المؤتمر الأخير للحزب وما تلاه من تداعيات كان لها الأثر الوخيم على وضعيته السياسية والانتخابية داخل المشهد الحزبي.إحسان الحافظي