ارتبط اسم المغربي محمد حمدوش ابن الفنيدق، المعروف بـ"كوكيتو"، بلقب قاطع الرؤوس، مباشرة بعد التحاقه بسوريا في 2013، ونشره صورا يتباهى فيها بقطع رؤوس عدد من الأشخاص الذين يعتبر أنهم كافرون، ولم تكن تلك وحدها مصدر شهرته، فقد أهدى الانتحاري المغربي الذي لقي حتفه أخيرا بسوريا، زوجته المغربية، آسية أحمد محمد، حزاما ناسفا مهرا خلال طلب يدها للزواج، قيمته 100 دولار. ولم تتوقف العلامات البارزة في حياته، إذ يعتبر أول مغربي يرزق بطفل في داعش. "كوكيتو" البالغ من العمر 28 سنة لم تكن تظهر عليه مظاهر التطرف، إذ كان يمتهن بيع الألبسة النسائية في الفنديق، وبالموازاة مع ذلك جند عددا من أبناء المدينة الذين يقاسمونه الفكر المتطرف، إلا أنه لم يكن يثير الانتباه حوله.توارى عن الأنظار مدة من الزمن، ليظهر من جديد ولكن ليس في الفنيدق وإنما في سوريا، ليعلن التحاقه بما يسمى الدولة الإسلامية في الشام. وبدأت مسيرة التباهي بقدراته من خلال بته أشرطة فيديو وصورا توعدا فيها بأن ينقل الحرب إلى المغرب. وكانت الشرطة الإسبانية أبانت من خلال تحرياتها أن "كوكيتو" أبلغ أسرته أنه يدير "كتيبة" تابعة لداعش، واختير "عضوا بالمجلس الإسلامي" لهذه الحركة، مشيرا إلى أنه جند من قبل شخص يدعى مصطفى مايا أمايا (51 سنة)، الذي اعتقلته الشرطة الاسبانية في مارس 2014 بمليلية في إطار تفكيك شبكة لإرسال متطوعين إلى سوريا وليبيا ومالي. كوكيتو وزوجته، آسيه أحمد محمد، كانا محط متابعة من قبل الشرطة الاسبانية التي أفادت أن زوجته غادرت سبتة المحتلة إلى سوريا، والتقته بمخيمات التدريب التابعة ل "داعش" بمدينة آل الأتارب، بعد التحاقها بشقيقها هناك الذي يعد هو الآخر من بين المقاتلين في صفوف "داعش" الشهرة التي حققها كوكيتو لم تدم طويلا، استغرقت مدتها سنتين وبضعة أيام، وهي المدة التي عاشها الأمير الجديد لإحدى الكتائب المغربية هناك بمعسكرات داعش، قبل أن يعلن أخيرا وبشكل رسمي عن مقتله في إحدى المعارك، مخلفا وراءه زوجته وابنه الذي لم يكمل سنته الأولى. وتطوى صفحة داعشي مغربي استثنائي، عاش حياة استثنائية، وخلق الحدث لكن موته كان صامتا. كريمة مصلي