المنصوري: نخوض حربا استباقية

قدم المغرب، في أكتوبر 2014، تجربته في التعامل مع التهديدات الإرهابية من أعلى منصة أمنية في العالم، مؤكدا أنها تقوم على حرب استباقية على التنظيمات المتطرفة وامتداداتها الدولية. وكشف محمد ياسين المنصوري، المدير العام لمديرية الوثائق والمستندات المعروفة اختصارا ب «لادجيد»، في اجتماع للجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي، أن المغرب أحبط (في ذاك التاريخ)، 119 عملية تفجير، و109مخططات اغتيال و7 مشاريع لاختطاف رهائن و41 مخططا للسطو المسلح.وجدد المنصوري، في ورقة حول «مكافحة التحريض على ارتكاب أعمال إرهابية بدافع التطرف واللاتسامح: مقاربة المغرب وتجارب دول إفريقية أخرى»، التأكيد على التزام المغرب بالانخراط في جميع جهود التعاون متعدد الأطراف والثنائي من أجل مكافحة ظاهرة الإرهاب بجميع أشـــــكاله.ولاحظ المدير العام للدراسات والمستندات، في هذا الصدد، أن الجهود المبذولة من قبل المصالح الأمنية المغربية لمواجهة التهديدات الإرهابية الداخلية لن تحد في شيء من مساهمة المملكة في مكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي، سيما من خلال تقاسم المعلومات الاستخباراتية الهامة جدا، التي أدت إلى إفشال العديد من المؤامرات الإرهابية ضد البلدان الــــــصديقة.وأضاف أن المغرب «طور دينامية هامة مع شركائه الأفارقة في المجالات المتعلقة على الخصوص بالتكوين، وتقاسم المعلومات الاستخباراتية، والتعاون، الذي مكن من إفشال عدد كبير من المشاريع الإرهابية التي استهدفت مسؤولين سامين بهذه البلدان الصديقة، وكذا المصالح الــــــغربية».وأبرز المنصوري، بهذا الخصوص، أن المقاربة متعددة الأطراف للمملكة في مجال مكافحة الإرهاب، لا ترتكز فقط على الجانب الأمني، لكنها تتجاوزه لتعتمد إستراتيجية دينية روحية ناجحة، تروم نشر قيم إسلام متسامح يقوم على الاعتدال والوسطية، إضافة إلى التنمية السوسيو اقتصادية التي تضع الفرد في صلب انشغالاتها.ولاحظ أن الهجمات الإرهابية التي استهدفت مواقع لها رمزيتها بالدار البيضاء في 16 ماي 2003 كانت بمثابة «ناقوس خطر» على العلاقة القائمة بين الشبكات الإرهابية المحلية والدولية، مشيرا إلى أن هذه الهجمات كشفت “النوايا العدائية للقاعدة تجاه المملكة، خصوصا الجماعة السلفية للدعوة والقتال، التي أصبحت في ما بعد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي».وذكر بأن السلطات المغربية نجحت، منذ 2005، في تفكيك شبكات إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة بمنطقة الساحل، سيما «فتح الأندلس» (2008)، و»المرابطون الجدد» (2009)، المكونة من أعضاء من جبهة البوليساريو، وجماعة أمغالا (2011)، الذي مكن تفكيكها من حجز ترسانة من الأسلحة كان سيتم استعمالها ضد مصالح وطنية ودولية.وتحدث المنصوري، في الورقة نفسها، عن المغاربة الملتحقين بساحة المعارك في سوريا، مؤكدا أن عددهم وصل إلى أكثر من1203 مقاتلين، ضمنهم 118 معتقلا إسلاميا سابقا بموجب قانون الإرهاب، في حين أن الأجهزة الأمنية رصدت 500 متطرف مغربي يترقبون الفرصة من أجل الالتحاق بالتنظـيمات الإرهابية النشيطة في سوريا والعراق، علما أن الإجراءات الأمنية التي اتخذها المغرب ضد شبكات تجنيد وإرسال مقاتلين إلى سوريا مكنت من الحد من هذه الظاهرة.يوسف الساكت

المنصوري: نخوض حربا استباقية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

240 مغربية و295 طفلا ببؤر التوتر

داعش... إرهاب عابر للقارات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات