ترحيب استقلالي بدعم حكومة بنكيران

قرار المساندة النقدية يعيد للحزب هيبته التنظيمية ويعزل "البام" رحب العديد من قادة الاستقلال، بقرار الحزب المعلن عنه بعد ظهور نتائج الانتخابات الجماعية، القاضي بفك الارتباط مع معارضة الحكومة، والانتقال إلى مساندتها بطريقة نقدية. هذا القرار قرأه البعض، على أنه ارتباك سياسي، فرضته نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية.وذهبت تحليلات من داخل البيت الاستقلالي، عكس هذه القراءة، التي تتهم قيادة الحزب بالسقوط في ارتباك سياسي، ناتج عن ردود أفعال غاضبة من النتائج الانتخابية التي حازت عليها بعض الأسماء الوازنة، أبرزها حميد شباط، الأمين العام الذي خرج خاسرا من عمودية فاس، التي عادت إلى الخصم اللدود حزب "بيجيدي"، ورئاسة جهة فاس مكناس التي كانت من نصيب الحركة الشعبية، في شخص أمينها العام امحند العنصر. وأثار انقلاب وتحول حزب "الميزان" على خريطة طريق أحزاب المعارضة الكثير من الاستفهامات العميقة والجوهرية في المشهد السياسي على المستوى المحلي والوطني، إذ اعتبر المحللون والمهتمون بالشأن الحزبي، هذا القرار مفاجأة السنة التي كانت غير منتظرة، بل منهم من قال، إنها غير طبيعية بعد خروج الاستقلال من الأغلبية الحكومية، والتحاقه بالمعارضة إلى جانب الأصالة والمعاصرة، والاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري. ويتوقع أكثر من مصدر حزبي أن يكون لموقف الاستقلال، الذي انقلب فيه بـ 180 درجة من المعارضة الشرسة لحكومة عبد الإله بنكيران إلى المساهمة النقدية لهذا الأخير، الكثير من التداعيات على مستوى التحالفات في المجالس الجهوية والمحلية، إلا أن التداعيات الكبرى هو بداية ترسيم الخريطة السياسية خلال الانتخابات التشريعية المقبلة، وقد يكون من جديد جنبا إلى جنب رفقة حزب العدالة والتنمية، وتشكيل حكومة مشتركة منسجمة بعد إجراء الاستحقاقات التشريعية لصيف السنة المقبلة. وقالت مصادر على دراية بالمطبخ الاستقلالي، ولأنه من الطبيعي أن يجري حزب الاستقلال نقدا ذاتيا حول مستقبله بعد تسجيل تراجع ملحوظ في نتائج انتخابات 4 شتنبر 2015، فإنه مطالب أيضا بالتماهي مع المناخ النفسي للكتلة الناخبة، التي تقدر أن المكان الطبيعي لحزب الاستقلال، ألا يتحالف مع الأصالة والمعاصرة، الذي خرج من أكبر الرابحين في كل المعارك الانتخابية، بعدما ورط الاستقلال والاتحاد الاشتراكي في معارك مجانية مع العدالة والتنمية، خصوصا أمينه العام عبدالإله بنكيران رئيس الحكومة. وصفق استقلاليون للموقف الجديد لحزب الاستقلال، أبرزهم محمد الوفا، الذي مازال يعتبر نفسه استقلاليا. فيما اعتبر آخرون استمرار التحالف مع الأصالة والمعاصرة في المعارضة من شأنه أن يمنحه الشرعية السياسية من جديد على طبق من ذهب، على بعد أشهر معدودة من إجراء الانتخابات التشريعية لـ2016، وهي الانتخابات التي قد تحول من جديد الخريطة السياسية، وتفرز حكومة جديدة، بألوان سياسية مخالفة لما هي عليه اليوم. كما لاحظ أتباع شباط بأن الحزب لم يستطع اتقان دور المعارضة، وأن ثمارها لن تكتب في ميزان حزبهم، وإنما تنسب شعبيا لحزب الأصالة والمعاصرة، ولذلك تم الترحيب بفك الارتباط مع المعارضة، وتحديدا مع "البام"، وذلك لأهداف وغايات إستراتيجية بعيدة المدى، فيما أيد فريق منهم الإبقاء على التحالف المحلي لمآرب شخصية، ولذلك صوت عدد من الاستقلاليين لمرشح "البام" في انتخابات رئيس الجهة، كما هو الحال بالنسبة إلى ياسمينة بادو ونور الدين مضيان. وقال مصدر حزبي سألته "الصباح" عن هذا التغير المفاجئ في موقف حزب علال الفاسي، إن "القرار الاستقلالي المفاجئ، يؤكد بوضوح، بأن الحزب لا بوصلة لديه توجه مسيرته المستقبلية، بل ربما في حاجة إلى إعادة وضعه على السكة الصحيحة، لذلك فهو أحوج إلى علاج بالصدمة للاستفاقة من غفوة نشوة مؤتمره الوطني الأخير.عبدالله الكوزي

ترحيب استقلالي بدعم حكومة بنكيران

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مراكش تحتضن ملتقى الفن المعاصر

أخبار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات