أصـوات مـن الغـرب: نحـن نغـذي الإرهـاب

إلى جانب التيار الغربي الذي يلصق كل هجوم إرهابي بالإسلام، ويغذي الأحكام الجاهزة التي تعتبر كل من يدين بالديانة الإسلامية، أرضا خصبة لزرع بذور التطرف والإرهاب وتدمير كل ما يمت للسلم والسلام بصلة، ظهرت أصوات مناقضة تماما لهذا التوجه، أصوات من الغرب نفسه المتحامل على الإسلام والمسلمين، تبرئ المسلمين من هذه التهم وتلصقها بحكومات الدول الغربية نفسها التي تعتبرها تارة هي من يغذي هذا التطرف، ويخلق العداوات، فيما تذهب أخرى حد الاعتراف بأن هذه الدول هي من تمول الجماعات المتطرفة وتجندها لاستغلالها في حروب، لتكون النتيجة في نهاية المطاف شبيهة بانقلاب السحر على الساحر.فبعد الهجمات الإرهابية التي ضربت عاصمة الأنوار نهاية الأسبوع الماضي، وجعلت الغرب والعالم بأسره يغرق في موجة جديدة من الأسى، تناقلت مختلف المواقع الإعلامية ووسائط التواصل الاجتماعية تصريحات ميشال أونفري، الفيلسوف والكاتب الفرنسي، الذي خرج للدفاع عن المسلمين و"تبرئتهم" من تهمة الإرهاب، التي "ألصقها" لبلده فرنسا، مشيرا في برنامج حواري بثته قناة "بي إم تي في" الفرنسية، أن الغرب يجعل حياة المسلمين في مالي أو أفغانستان أو سوريا أو العراق مستحيلة بذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان وينتظر منهم أن يكونوا أناسا طيبين، "ليسوا طيبين، ولهم الحق في أن يكونوا كذلك، بسب كل ما يعانونه"، وأضاف "المسلمون ليسوا حمقى، فنحن نقود حروبا في بلدانهم، ونقوم بمجازر في حقم، نقتلهم بالعشرات، بل بالمئات، ونتساءل لماذا لدينا اليوم مشاكل مع الإرهاب؟".ذريعة احترام حقوق الإنسان التي يستند عليها الغرب لشن أي حرب في بلد ما، سرعان ما سيفندها أونفري، الذي أكد أنه لا يوجد سبب كي نطبق القانون عند الآخرين"، متسائلا "لماذا نفرض القانون على القذافي، أو في مالي، ولماذا لا نفرضه في باكستان أو في قطر، أو كوبا أو الصين، إذا كانت فعلا حقوق الإنسان تهمنا؟ لماذا نحرص على احترامها خصيصا في مالي، وليس في أماكن أخرى، لا يتم فيها أيضا احترام حقوق الإنسان؟ لماذا لا نتدخل في إسرائيل مثلا؟"، ليخلص الفيلسوف الفرنسي خلال البرنامج ذاته "يجب علينا التخلي عن فرض سياستنا الاستعمارية على بلدان أخرى، بذريعة أن حقوق الإنسان هي التي تحركنا، فمن البديهي أن حقوق الإنسان ليست هي التي تحرك فرانسوا هولاند في مالي"، بل ذهب إلى حد اعتبار أن الجهاديين في مالي كانوا على حق عندما أرادوا فرض الشريعة، "فهذا أمر طبيعي لماذا لا يحق للناس في بلدانهم تسييرها كما هم يرغبون، وتطبيق سياساتهم وقوانينهم؟".هيلاري كلينتون، هي الأخرى، خرجت بتصريحات قوية قبل فترة، كشفت فيها أن الجهاديين الذين تحاربهم أمريكا اليوم ، هي نفسها التي أوجدتهم قبل 20 سنة حين كانت عالقة في صراع مع الاتحاد السوفياتي على منطقة آسيا الوسطى، بموافقة ودعم الكونغرس وكل القوى الديمقراطية، وبالفعل نجحت أمريكا في حربها وخسر الاتحاد السوفياتي، لكنها سرعان ما ستضطر هي الأخرى إلى التراجع والانسحاب من باكستان وجعلها تواجه عقليات ومشاكل كانت من بين مسبباتها والمساعدة على انتشارها.هجر المغلي

أصـوات مـن الغـرب: نحـن نغـذي الإرهـاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رجاء الطاوسي في امتحان جديد

الفيزازي: تنظيم الدولة تمدد بمباركة الغرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات