حسناء… السكيرة “المجاهدة”

مرت بحياة صعبة ومعارفها كانوا يطلقون عليها فتاة "الكوبوي" واصل الأمن الفرنسي، أمس (الخميس)، تقفي آثار خطوات حسناء آيت بولحسن، أول امرأة انتحارية تفجر نفسها بحزام ناسف في أوربا، فتوجه فريق مساء أول أمس (الأربعاء)، إلى جماعة بحيرة كروتزوالد في إقليم موزيل، على الحدود مع ألمانيا، لاستجماع معلومات عنها، عقب ظهور ما يفيد أن والدها يملك شقة هناك.وتبعا لذلك، كشفت آخر المعلومات، التي استجمعها صحافيون من لدن الجيران، عقب مغادرة الفريق الأمني، أن حسناء آيت بولحسن، الجهادية الانتحارية التي واجهت قوات الأمن بكلاشينكوف ثم فجرت حزامها، الناسف، فعلا، كانت تتردد، ومنذ طفولتها، على بيت والدها، الذي عاد إلى المغرب منذ ستة أشهر، ثم توقفت عن ذلك منذ خمس سنوات.وانطلاقا من ذلك، يستشف أن حسناء، وقعت في شراك الإسلام المتشدد، الذي جعل من قريبها من جهة الأم، عبد الحميد أبوعود البلجيكي، أحد قادة «داعش» والعقل المدبر للأحداث الأخيرة في باريس، باعتبار أن جيران والدها في كروتزوالد، يتذكرونها «فتاة متفتحة واجتماعية زيادة على اللزوم، وكانت في الوقت ذاته شخصية بائسة مرت بحياة صعبة، وتقارع الكحول».وكشف معارفها في المنطقة، أن الفتاة التي كانت تعيش عمليا، لدى والدتها في باريس بسبب انفصال والديها، لقبت بـ»فتاة الكوبوي»، إذ كانت لا تفارق قبعة كبيرة الحجم، ثم اختفت و لم يعد يظهر لها أثر إلى أن أعلن أنها هي «لافام كاميكاز» التي فجرت نفسها بسان دوني في باريس.وبالنسبة إلى السلطات المحلية في الإقليم القريب من الحدود مع ألمانيا، لم يعد يتم رصد حسناء أيت بولحسن في المنطقة، منذ 15 ماي 2013، تاريخ آخر ظهور رسمي لها على النظام المعلوماتي الإداري، لمناسبة تصريحها بأنها أسست مقاولة أسمتها «بيكو لأشغال البناء»، برأسمال 10 آلاف أورو، غير أنها شركة لم تباشر أي نشاط فعلي.الشرطي: «أين رفيقك؟»، ترد الفتاة: «ليس برفيقي»، يعيد الشرطي طرح السؤال: «أين هو؟»، وتجيبه بصياح حاد وعال « ليس برفيقي !»، كان آخر حوار مسموع لحسناء أيت بولحسن، قبيل الساعة الخامسة صباح أول أمس (الأربعاء)، حينما قامت قوات الأمن ومكافحة الإرهاب بمداهمة الشقة التي كانت تأوي إليها رفقة فريق من الانتحاريين، استعدادا لتفجير مركب تجاري ترفيهي في باريس.هل كان عبد الحميد أبوعود، في الشقة؟ وهل ما يربطه بحسناء أيت بولحسن، التي رأت النور في فرنسا في 1989، يتجاوز القرابة العائلية؟ لا شيء مؤكد إلى الآن، والتحقيقات في جملة من الأسرار والأسئلة متواصلة، والحقيقة المؤكدة، أن حسناء أيت بولحسن، دخلت الجانب السيئ من تاريخ أوربا، أول امرأة انتحارية تفجر نفسها.ولا يتوقف الأمر عند ذلك، فقد طالعت «الصباح»، ملاحظات لخبراء متخصصين في شؤون الإرهاب، وفيها يؤكدون أن الجديد في قضية حسناء أيت بولحسن، هو أن «داعش»، من خلال حسناء، كشف تجاوزه لمنطق تنظيم القاعدة الذي كان يرفض تشغيل النساء في أكثر الأوقات لأنهن أدنى من الرجال، وتجاوز «داعش»، تلك الحدود اليوم، سيكون له «تأثير الضربة القاضية على العقول الضعيفة».امحمد خيي

حسناء… السكيرة “المجاهدة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاستقلال في مفترق الطرق

توحيد خطبة الجمعة بأوربا وأمريكا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات