يتحدث الاستقلاليون «بالخير» عن نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، لأنه آثر طيلة فترة تولي حميد شباط، منصب الأمين العام لحزب الاستقلال، ألا «يخرج للعيب»، بل توارى خلفا حتى لا يزعج أحدا.ويعد بركة ابن البيت الاستقلالي، الذي جمع بين السياسة والتكوين التقنقراطي، ويعرف كل صغيرة وكبيرة عن الحزب، رفض أثناء انتهاء المؤتمر العام 16، مقعدا باللجنة التنفيذية الجديدة، احتراما لأخلاقيات الممارسة السياسية النبيلة، لأنه كان مع فريق المرشح عبد الواحد الفاسي، الذي انهزم بصعوبة بـ 20 صوتا أمام حميد شباط.ابتعد بركة عن الأضواء، وظل يمارس مهامه وزيرا للاقتصاد والمالية، في حكومة عبد الإله بنكيران، ورغم فتور العلاقة السياسية بينه وبين شباط ومساعديه، والملتحقين بدائرته، امتثل بركة لقرار المجلس الوطني، المملى عليهم من شباط، ومن أوحى له بذلك، بالانسحاب من الحكومة، فقرر بدوره تقديم استقالته، رغم أنه كان يختلف بشكل كبير مع شباط.ولم يهاجم بركة شباط ومن معه، رغم تأسيس تيار "بلا هوادة" للدفاع عن ثوابت الحزب، كما لم يخرج لوسائل الإعلام فاضحا «مقلب مغادرة الحكومة»، التي كانت تتجه إلى إصلاح صندوق المقاصة، وتخفيض أسعار الأدوية.وحينما عين الملك محمد السادس بركة على رأس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، زار المناطق الجنوبية الصحراوية، وراجع المخطط الجديد للتنمية، وفتح نقاشا مع سياسيي ومنتخبي وأعيان المنطقة، وتوفرت له الشروط، أحسن من شكيب بنموسى، ليحقق النجاح المرجو منه، فبارك الاستقلاليون صنيعه، الذي احتفظوا به، إلى أن صوتوا مع نواب أحزاب الأغلبية على ميزانية مجلس بركة في مشروع قانون المالية لـ 2016 في سابقة سياسية، ما يعني أنهم يباركون الرجل، لتولي منصب الأمين العام، في حال لم يتقدم شباط لولاية ثانية في المؤتمر 17.أ .أ